للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المستشرق قد درس كتابين: "معارف القرآن" و "سليم كي خطوط" مباشرة باللغة الأردية، واقتبس من جواهر هذين الكتابين وأدرجها في كتابه" اهـ (١).

وإن كان المقام يستدعى منا أن نذكر منهجية هؤلاء المتأثرين بالاستشراق والمزاعم التي ترتبت على هذا المنهج ثم الرد على شبهاتهم بالتفصيل، ولكن مجال البحث لا يسع لذلك، ولقد ذكرنا منهجية بعض المتأثرين بالاستشراق وتتبعنا آثارهم السلبية خاصة. وفيها كفاية كنموذج لكل من أراد الاطلاع على المنهجية المتأثرة بالمناهج الاستشراقية المادية الغربية، إلا أننا نشير هنا إلى بعض نظريات منكري السنة وأفكارهم المنحرفة عن جادة الطريق.

[من نظرياتهم وأفكارهم]

[١ - حرية التدين]

نظرية نادى بها الغرب لنشر التغريب بين أبناء المسلمين، فالإنسان في نظرهم حرٌّ ومخير في تغيير عقيدته، وله إن شاء بقي على عقيدة الإسلام وإن شاء غيرها إلى النصرانية أو الهندوسية، وإن شاء نفى الأديان جميعًا، ولا يمنعه مانع فيما فعل، ومن ثم يسهل لهم تغريب الأذهان.

فقد نادى منكرو السنة بهذه النظرية لبث دينهم الجديد بين أبناء المسلمين فقال الخواجه أحمد الدين في تفسيره: "لا وجود لكتاب إلهامي في عالم الإنسان أصدر حكمه بقوله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} وقوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} (٢).


(١) من خطاب ألقاه برويز في مقر "طلوع إسلام" وذكرته "مجلة طلوع إسلام" في عدديها من شهري مايو ويونيو من عام ١٩٦٢ م.
(٢) سورة ق: ٤٥.