فرفع الإنسان فوق منزله، وجعله خالقا ولو لأعماله، لا شك هذا تأثر من تأثرات المنهج الوافد الغربي الاستشراقي.
بعد هذا التحليل العلمي يمكن تعيين الشبهة في النقطتين:
أولًا: ما الطريقة التي تبدأ بها قوة الله الخالقة في الخلق؟
ثانيًا: هل للإنسان نصيب في صميم القدرة الإلهية الخالقة؟
[تفنيد الشبهات]
[الشبهة الأولى: ما الطريقة التي تبدأ بها قوة الله الخالقة في الخلق؟]
وللإجابة عن هذا السؤال كان واجبًا على الدكتور محمد إقبال الرجوع إلى نصوص الكتاب والسنة الصحيحة، لأن الكتاب والسنة هما العمدة في معرفة ذات الله ومعرفة صفته الخلاقة، وهما مشتملان على أصول الدين دلائله ومسائله كما أثبتنا ذلك في المنهج العقدي السني عند ذكر القاعدة الثالثة (١)، فالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الدالة على بداية الخلق وكيفية بدايته كثيرة جدًّا، فذكرنا بعضًا منها في بداية هذا المطلب، وفيه كفاية، وقد اتضح من خلال تلك النصوص أن الله عز وجل إذا أراد أن يخلق شيئا فيقول له كن فيكون، وقد بدأ الخلق بالقلم وكتب به المقادير وكان عرشه على الماء، وذلك قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، ثم خلق السماوات والأرض، وأنه خلق كل حي بماء وخلق أول الإنسان من طين ثم جعل نسله من ماء مهين.
فالنصوص واضحة جلية في الموضوعات المذكورة، فإذا كان السؤال عن بداية الخلق فالجواب: أول ما خلق الله القلم، وإذا كان السؤال عن مادة الخلق فالجواب: