ومن أبرز هذه المناهج التي وصلت إلى الهند والتي كنت سائدة قبل ظهور الاستشراق فيها: المنهج السني والمنهج الكلامي والمنهج الشيعي، فالمنهج السني كان متمثلا في جماعة أهل الحديث، والكلامي في الأشعرية والماتريدية، والشيعي في الروافض الاثنا عشرية، والإسماعيلية (البهرة).
فسنبين في هذا الفصل ملامح لكل من المناهج الثلاثة المذكورة من مصادرها الأصلية، مع الاهتمام ببعض تفاصيل المنهج السني إذ هو الأساس والعمدة في تلقي العقيدة عند أهل السنة والجماعة، وهو المعتمد والمستند في تفنيد شبهات المتأثرين بالاستشراق.
هذا ومما يجب علينا أن نعرف أنه يتعين على كل من يتعامل مع دراسات المستشرقين في موضوع ما أن يكون ملما بما عنده من الحق والصواب في تلك الجزئية، وهذا الإلمام يفيده من ناحيتين: يحميه من التأثر الخفي الذي قد يحصل له بكثرة ترداد شبهات المستشرقين ومزاعم المتأثرين بهم من ناحية، ويمكنه من تفنيد الشبهات اعتمادا على هذا التأصيل من ناحية أخرى. فبقدر قناعة الباحث بوجه الصواب تكون القناعة بالنقد والمناقشة، فمن هذا المنطلق يجدر بنا أن نبدأ في هذا البحث بالجانب التأصيلي قبل أن نخوض في الجانب الاستشراقي.