للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٥ - إلغاء فريضة الجهاد]

إن سير سيد أحمد خان لولائه التام للاستعمار والمستعمرين كان يرى أن الجهاد إنما شرع للدفاع عن النفس، ولا يجوز إلا في حالة واحدة وهي أن يعتدي الكافرون على المسلمين من أجل تغيير دينهم أما إذا كان الاعتداء لأمر آخر كاحتلال الأراضي فالجهاد غير مشروع وذلك ليجد مبررًا لمسالمة الإنجليز أسياده والمحتلين لبلاده (١).

وقد ألف جراغ على في هذا كتابًا سماه تحقيق الجهاد، اتبع فيه أسلوبًا اعتذاريًا، ومن ثم نشأت الفرق التى دعت إلى ترك الجهاد في سبيل الله، ومن هذه الفرق: القرآنية والقاديانية، وهكذا نجحت خطة المستشرقين في استعمار البلاد وسرقة خيراتها.

والسبب في تركيز الأعداء على ترك الجهاد قد فصلته سابقًا بأن أخوف شيء كان يخاف منه العدو الجهاد في سبيل الله (٢).

[٦ - بروز فوق مارقة من الدين]

وإن الطامة الكبرى التي حصلت بسبب هذه المدرسة النيجرية هي: بروز فرق ضالة في حيز الوجود كفرقة القرآنية وفرقة القاديانية، ولم تقم هاتان الفرقتان إلا على المبادئ التي دعت إليها المدرسة النيجويرية فقد كانت النيجرية سببا مباشرا لظهورهما وإن كان الاستشراق قد عمل عمله وراء الستار لإبرازهما كما سنبين ذلك في المباحث القادمة إن شاء الله.


(١) ينظر مفهوم تجديد الدين: للبسطامي محمد سعيد، دار الدعوة الكويت ١٤٠٥ ص: ١٣٠ - ١٣١.
(٢) ينظر ص: ٥٢٢ في تمهيد هذا الباب من هذا البحث.