للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الموكلون بالتأمين على دعاء المؤمنين (١) ومنهم الموكلون بالاستغفار للمؤمنين (٢) ومنهم الموكلون بالشهود في مجالس العلم فيحفونهم بأجنحتهم (٣) ومنهم الموكلون بكتابة الأسماء من يحضر الجمعة (٤) ومنهم الموكلون بتبليغ السلام الرسول صلى الله عليه وسلم عن أمته (٥) ومنهم الموكلون بتبشير الأنبياء والمؤمنين، (٦) إلى غير ذلك من الأعمال لا يمكن حصرها (٧).

[أقوال المتأثرين بالاستشراق في الملائكة]

قال سيد أحمد خان: "إذا أمعنا النظر في دقة هذا الأمر -بأن الله نسب قدرته الباهرة وأفعاله الجليلة إلى الملائكة- يبدو لنا أن الملائكة التي ذكرت في القرآن ليس لها وجود حقيقي، إنما هي القوى الإلهية اللامتناهية والملكات الإنسانية التي أودعها الله تعالى خلقه، ومن هذه القوى والملكات: شيطان أو إبليسُ، وصلابة الجبال، ورقة الماء، وقوة النمو في الأشجار، وقوة البريق في الجذب والدفع وغيرها من القوى المودعة في المخلوقات فهي الملائكة المذكورة في القرآن المجيد" اهـ (٨).

وبعد أن ذكر السيد النصوص التي جاء فيها ذكر الملك الموكل بالأرحام قال: "يبدو من هذه الروايات كلها أن لفظة "الملك" أُطلقت على القوى التي أودعها الله في النطفة بأرحام النساء، وعبر بدخول الملك عن ظهور تلك القوى في الرَّحِم، فولادة الجنين ذكرًا أو أنثى سليمًا أو خداجًا تكون نتيجة لتلك القوى التي أُودِعت


(١) ينظر صحيح مسلم مع الشرح: ١٧ - ١٨ (٢٧٣٢).
(٢) ينظر سورة الشورى: ٥.
(٣) ينظر صحيح مسلم مع الشرح: ١٧ - ١٨/ ٢٤ (٢٦٩٩).
(٤) ينظر صحيح مسلم مع الشرح: ٥ - ٦/ ٣٩٣ (٨٥٠).
(٥) ينظر مشكاة المصابيح تصحيح الألباني: ١/ ٢٩١ (٩٢٤) قال الألباني إسناده صحيح.
(٦) ينظر سورة آل عمران: ٣٩، وسورة الذاريات: ٢٨.
(٧) ينظر للتفصيل عالم الملائكة الأبرار ٥٩ - ٧٦.
(٨) تفسير القرآن ١ للسيد: ١/ ٣٢ - ٤٣.