للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{ولست عليهم بمسيطر} (١). إلا القرآن، وقد جاءت تعليماته لمحو الالتزام بديانة ما" اهـ (٢).

ويوضح برويز موقف منكري السنة بقوله: "قد رأيت أن القرآن لم يفرق في هذا الباب بين من لم يؤمن أصلًا، ومن آمن بالإسلام ثم رجع عنه، لذا أخبر أن السبب في الاثنين واحد: {طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ..... } (٣) ..

وقد اتضح لك من الآيات السابقة حكم القرآن الجلي وأن اختيار الكفر بعد الإسلام ليس جريمة، وأن المرء في حل من أن يبقى مسلمًا أو أن يتحول عن الإسلام إلى الكفر، وبذلك تعين أن الارتداد ليس جريمة فعلام العقوبة عليه؟ " اهـ (٤).

ومن هنا ورّث منكرو السنة غير المسلم من المسلم، يقول الخواجه: "اختلاف الدين بين الوارث والموروث لا يمنع من الميراث، لأن القرآن أباح نكاح الكتابيات فالنصرانية تحت عصمة المسلم تعتبر زوجة، والزوجة ترث بنص القرآن، ولو كان اختلاف الدين مانعًا من الميراث لما جاز أن تصبح الكتابيات أمهات وزوجات للمسلمين" اهـ (٥).

[٢ - نظرية مركز الملة]

نظرية مركز الملة قد أباحت للقرآنيين تحريف الآيات ما يشاؤون بل منحتهم سلطة تشريعية فيشرعون من عندهم كما يشاؤون، ومعنى مركز الملة في نظرهم طاعة السلطة التشريعية التي كونتها جماعتهم فطاعتها هي طاعة الرسول عندهم.


(١) سورة الغاشية: ٢٢.
(٢) ينظر: تفسير البيان للناس للخواجة أحمد الدين: ٢/ ٣٦٠.
(٣) سورة النحل: ١٠٨، وسورة محمد: ١٦.
(٤) ينظر: دو أهم مسائل قتل مرتد اور لونديان (مسألتان مهمتان قتل المرتد والجواري)، للغلام أحمد برويز الطبعة الثانية ١٩٦٧ م ص: ٣٦ - ٣٧.
(٥) ينظر معجزة قرآن دربيان ميراث مسلمانان (معجزة القرآن في بيان توارث المسلمين، لخواجه أحمد الدين، مطبعة إسلامية، لاهور ص: ١٧.