للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقول ابن جرير الطبري رحمه الله: " {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} ويتبع طريقا غير طريق أهل التصديق (الصحابة) ويسلك منهاجا غير منهاجهم" اهـ (١).

قال تعالى {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (٢).

وقال عليه الصلاة والسلام في بيان منهج الفرقة الناجية: " .. ما أنا عليه اليوم وأصحابي" (٣)، فكل من أراد أن يكون من الفرقة الناجية لزم أن يركب سفينتها، وسفينة النجاة، ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه: من العلم والاعتقاد والعمل الصالح، ومن يرغب عنها فقد سفه نفسه" اهـ (٤).

[القاعدة السادسة: درء التعارض بين النقل والعقل]

وقد أسّس لهذه القاعدة الإمام ابن القيم رحمه الله بقوله: "إن الله سبحانه قد أنزل الكتاب والميزان (العقل)، فكلاهما في الإنزال أخوان في معرفة الأحكام شقيقان، وكما لا يتناقض الكتاب في نفسه، فالميزان الصحيح (العقل الصريح) لا يتناقض في نفسه، ولا يتناقض الكتاب والميزان، فلا تتناقض دلالة النصوص الصحيحة (الكتاب والسنة)، ولا دلالة الأقيسة الصحيحة


(١) جامع البيان في تأويل القرآن للطبري ٤/ ٢٧٧.
(٢) سورة البقرة: ١٣٧.
(٣) قد سبق التخريج.
(٤) منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد لعثمان بن علي حسن ٢/ ٥١٧.