وجد بالهند في القرن الثاني عشر مذهب الإسماعيلية ومذهب الاثنا عشرية، وبصرف النظر عن الجانب التاريخي للفرقتين فإنهما يتفقان كثيرا من ناحية المنهج، وقد بين الباحث مدى اعتمادهم على الرواية، سواء في المفهوم السني كان ذلك أم عن الإمام المعصوم، وما موقف العقل إزاء ما يروى عن الإمام، وهل يمكن الرجوع إلى الأدلة العقلية مع وجود النص المنقول عن الإمام، وما آراؤهم في ذلك إلى غير ذلك مما تناوله الباحث من منهجهم.
[ثالثا: أبرز المستشرقين في الهند ومناهجهم]
ظلت المناهج المشار إليها سائدة حتى بدأ التركيز الاستشراقي على الهند بصفة خاصة بعد الاستعمار فوُجد كثير من المستشرقين الذين عملوا داخل الهند نفسها بالإضافة إلى المراكز العلمية والجامعات والمبتعثات التي استحدثت لذلك، وقد برز منهم عدد كبير أخص منهم بالذكر:
[(أ) فندر (Pfunder)]
كان د. فندر مستشرقا أمريكيا كاثوليكيا تحول إلى بروستانتية من أجل الطمع الدنيوي، وذلك لأنه رغب في استيطان إنجلترا، وقد تعلم الأردية والفارسية والعربية، وأرسلته كنيسة إنجلترا رئيسا للمنصرين في الهند، فاشتغل مستشرقا ومنصرا فيها، وكتب كتابات جدلية تثير شبهات حول العقيدة الإسلامية مثل:"ميزان الحق" بالفارسية ثم ترجم هذا الكتاب إلى الأردية، وزاد عليه ترجمة الكتاب "طريق الحياة" و"مفتاح الأسرار"، وبهذا أثار فندر مجادلات شديدة مع علماء الإسلام في دهلي وآكره ولكهنو، وتزلزل بذلك إيمان كثير من المسلمين، كما تزعم فندر الحملة التنصيرية داخل الهند بإلقاء المواعظ والخطب في الاجتمات العامة، والتهجم على الإسلام وعلى رسول الإسلام وعقيدة الإسلام، وقد بلغت به الجرأة أنه كان يتخذ درج الجامع الكبير بدلهي