للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجانب الثاني:

يتعلق بشخصية صاحب الوثيقة والتأكد من أنها تنسب إليه لا إلى غيره (١) وهذا قد وجد عند المحدثين بوجه أتم، "إذ لا يمكن اعتبار حديث ما أو كتاب ما، أو بلغة المؤرخين وثيقة ما قابلة للاعتناء بالبحث إذ لم تكن الوثيقة قد وصلت إلينا بالإسناد المتصل إلى مؤلف الأصل. ثم لا يمكن الاعتماد عليها إذا لم يكن جميع الأشخاص الوارد ذكرهم في سلسلة الإسناد من المعروفين بالصدق والعدالة، أما إذا وجدت الوثيقة أو الكتاب دون استيفاء هذه الشروط فلا يمكن اعتبارها وثيقة المحدثين وكانت نظرتهم في هذا المجال في غاية الدقة" اهـ (٢).

قال الحسن بن صالح (١٠٠ - ١٦٠ هـ) إذا أردنا أن نكتب عن الرجل سألنا عنه حتى يقال لنا: أتريدون أن تزوجوه (٣).

الخطوة الثالثة: النقد الباطني وله جانبان أيضًا:

الجانب الأول:

"الجانب الإيجابي: يتضمن تفسير الوثيقة وفهم معانيها والتأكد مما إذا كان صاحب الوثيقة قد أراد هذه المعاني الظاهرة أم أراد معاني أخرى" اهـ (٤).

وهذا الجانب جزء بسيط مما قام به المحدثون من شرح الغريب، وشرح المتون وذكر شأن ورود الحديث، وتصنيف الحديث إلى الحديث بالمعنى وإلى الحديث باللفظ وغير ذلك من العلوم (٥).


(١) النقد الأعلى للكتاب المقدس لـ د. قنديل محمد قنديل ص: ٤.
(٢) منهج النقد عند المحدثين لـ د. محمد مصطفى الأعظمي ص: ٩٧.
(٣) الكفاية للخطيب البغدادي حيدرآباد ١٣٥٧ هـ ص ٩٣.
(٤) النقد الأعلى للكتاب المقدس لـ د. قنديل محمد قنديل ص: ٤.
(٥) ينظر الباعث الحثيث لـ أحمد محمد شاكر. ص: ١٦٢ وما بعدها.