للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فمما لا شك فيه أن المنهجية الجديدة غلبت عليه حيث آمن إيمانا جازما بحتمية قوانين الفطرة، فاضطر في ضوء هذه المنهجية إلى رفض هذه المعجزة وغيرها من المعجزات التي وردت في الكتاب والسنة (١).

[ثالثا: أقوالهم حول وفاة عيسى عليه السلام]

قال السيد: "إن الله عز وجل ذكر وفاة عيسى عليه السلام في أربعة مواضع وهي:

١ - قوله تعالى: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} (٢).

٢ - قوله تعالى: {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ} (٣).

٣ - قوله تعالى: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (٣١) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (٣٢) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا} (٤).

٤ - قوله تعالى: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (١٥٧) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} (٥).

ثم أضاف السيد قائلا: "ففي الآيات الثلاث الأول بيان واضح على أن عيسى قد توفي، غير أن علماء الإسلام قبل أن يفكروا في نص الآيات وتدبروا ما فيها من المعاني اعتقدوا تقليدا لبعض فرق النصارى أنه رفع إلى السماء حيّا، وحاولوا تأويل


(١) وسيأتي المطلب الخاص بالمعجزات بعد هذا المطلب.
(٢) سورة آل عمران: ٤٨.
(٣) سورة المائدة: ١١٧.
(٤) سورة مريم: ٣٢ - ٣٤.
(٥) سورة النساء: ١٥٦.