للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم نسأل السيد إذا كان سبب إنكاره لهذه المعجزة هو كونه أمرا مخفيا، فلماذا أنكر بالمعجزات الظاهرة الباهرة الكثيرة التي سيأتي ذكرها في المطلب القادم.

سابعا: إن هناك اعترافات بالحقيقة من السيد تعارض ما ذهب إليه في العبارات السابقة، فنذكر من أقواله على سبيل المثال ما يأتي:

١ - قوله: "أتى على الناس زمان لم يبق في الناس إنسان فيه روحانية مقدسة فشاءت إرادة الله أن يخلق رجلا يهدي الناس إلى الروحانية وينشر الهداية بينهم، ومثل هذا الشخص لا بد من أن يولد بروح من الله الخاصة ولا بسبب خارجي، فولد عيسى من روح الله ليهدي الناس إلى نور الروحانية ... " اهـ (١).

٢ - قوله: "من رأى صورة عيسى الظاهرة تيقن أنه إنسان وهو ابن مريم، ومن تدبّر في ولادته حيث لم يولد بسبب خارجي تيقن أنه روح ... " اهـ (٢).

٣ - قوله: "لما علم يوسف هذا الخبر تعجب لأن الحمل الذي حملت به مريم كان بطريقة عجيبة حيث لا يدركها الفهم الإنساني، ولكن يوسف لصلاحه وبره وحسن خلقه لم يرد أن يشتهر الأمر ... " اهـ (٣).

٤ - قوله: " ....... ولا يستلزم منه أنه قد حصل الجماع بين يوسف ومريم بعد، ذلك لأنه لا توجد رواية تبين أن مريم بعد الخطبة تزوجت، إذ أن الحمل المقدس الذي أعطاه الله إياها كان معجزة، فاحترم يوسف هذا الحمل وامتنع عن الزواج بها ... " اهـ (٤).

ومن هذا يتضح تناقض السيد فهو ينكر ولادة عيسى المعجزة، ويوافق اليهود على أن الحمل كان من يوسف ثم يعود ليقرّ بالحمل المعجز والولادة المعجزة، فلماذا هذا التناقض؟


(١) ينظر تفسير القرآن للسيد: ٢/ ٢.
(٢) ينظر تصانيف أحمدية: ٢/ ٤.
(٣) ينظر المرجع السابق: ٢/ ٤٠.
(٤) ينظر المرجع السابق: ٢/ ٣٨٠.