للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ثانيا: ما طبيعة الظاهرة الاستشراقية في الهند من الناحية المنهجية خاصة؟]

* نشأ الاستشراق بديار الهند على أيدي رحالين من الغرب جابوا الهند ودرسوها، وكتبوا عنها تقارير وافية، فكانت هذه التقارير نبراسا اهتدت به الدول الاستعمارية لغزو الهند وما جاورها من البلاد الشرقية اقتصاديا وسياسيا ودينيا.

* قد مر الاستشراق عامة وفي ديار الهند خاصة في مراحله الأولى منطبعا بالصبغة الدينية المتمثلة قي التنصير، لأن البلاد لما سيطر عليها المستعمرون البريطانيون انتهز المنصرون بتشجيع الاستعمار لهم فرصة لتنصير المسلمين، فكان معظم من اشتغل في التنصير هم المستشرقون، فقد كانوا يعرفون لغة أو أكثر من اللغات الشرقية مع تعصبهم للديانة النصرانية.

* هذه الهجمة الشرسة قد أدت إلى ارتداد بعض المسلمين ولكن قد قاومها العلماء المسلمون خير مقاومة باللسان والسنان، حتى فشلت محاولة التنصير، وراجعت الحكومة البريطانية في تخطيطها، وعينت عددا من المستشرقين لدراسة أوضاع المسلمين من جديد، فتحول الاستشراق من مرحلة دينية تنصيرية إلى مرحلة أكاديمية استشراقية.

[ثالثا: ما مدى تأثير الاستشراق في إعطاء سمات جديدة للمنهج العقدي بالهند؟]

* قد استخدم الاستشراق في مرحلته الإكاديمية البحث العلمي في تحقيق أهدافه، فحاول فيها المستشرقون تغيير الطرق المنهج الذي ينظر به المسلمون إلى دينهم وإلى عقيدتهم، وإحلال مناهج جديدة لدراسة العقيدة محل ما هو موجود لدى المسلمين.

* إن المنهج الاستشراقي مع ما فيه من النقائص وعدم الصلاحية ظهر بصورة براقة، واستخدم جميع الوسائل المتاحة له، فتأثر بعض المسلمين وأصبحوا فريسة للمنهج الوافد وتوصلوا إلى نتائج تعسفية عن عقيدة الإسلام ومصادرها.