للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بأشياء تتعلق ببيئة خاصة وبزمان معين، وعلى هذا الأساس فعلى المسلمين أن يرسموا خريطة حياتهم في ضوء القرآن فقط طبقًا لظروف الزمان" اهـ (١).

ومن ثم قسم منكرو السنة الإسلام على قسمين: الإسلام القرآني والإسلام الحديثي، فسموا الإسلام "الدين" والقسم الثاني سموه "المذهب" والسبب الذي اصطنعوه لرد الأحاديث هو أغرب شيء سجل في القرطاس فيقول برويز: "إن الشيعة حاولوا تفرقة المسلمين بإيجاد النقص في القرآن ولكنهم لم ينجحوا في ذلك لأن كلام الله مصون عند المسلمين فتقدموا إلى الحديث فجعلوه جزءًا من الدين، ثم رفعوا الموضوعات من الأحاديث إلى درجة الشهرة، ثم إلى درجة الصحة، والدليل على ذلك إن الجامعين لكتب الستة كلهم من "إيران" حتى ظن المسلمون أن هذا الدين الحديثي الذي برز في حيز الوجود في القرن الثالث الهجري، هو الدين الأصلي فيعملون به، فهذا هو السبب الحقيقي لتأخر هذه الأمة" اهـ (٢).

والعمل بالأحاديث عند منكري السنة يفتح أبواب الشرك المتعددة، يقول عبد الله الجكرالوي: "الحض على أقوال الرسل وأفعاله وتقريراته مع وجود كتاب الله علة قديمة قدم الزمن، وقد برأ الله ورسله وأنبياءه من هذه الأحاديث بل جعل تلك الأحاديث كفرًا وشركًا" اهـ (٣).

ويوضح الخواجه أحمد الدين هذه الشبهة أكثر، فيقول: "قد وضع الناس لإحياء الشرك طرقًا متعددة فقالوا إنا نؤمن بأن الله هو الأصل المطاع، غير أن الله أمرنا باتباع رسوله، فهو اتباع مضاف إلى الأصل المطاع، وبناءً على هذا الدليل


(١) ينظر مقالة لبرويز نشرها باللغة الإنكليزية بعنوان: Funda of Islamic Constition System، نقلًا عن فتنة إنكار السنة في شبه القارة الهندية الباكستانية د/ سمير عبد الحميد ط/ ١٤١٢ مكتبة دار السلام الرياض ص ٥٢.
(٢) ينظر مقام حديث برويز ٢٢ وما بعدها، وأسباب زوال أمت، من ٤٣ وما بعدها.
(٣) المباحثة لعبد الله الجكرالوى مطبعة مشهور أوفست كراتشي ص: ٤٢.