للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المساجد التى قل روادها عمومًا وأصبحت الوظائف الحكومية وأدوات التوجيه الاجتماعي في أيدي أصحاب الثقافة الأوربية الذين نشأوا في أحضان الاستعمار، وتشبعوا بثقافته فسيطروا على أجهزة التعليم في كثير من البلاد الإسلامية، فضلًا عن جهود الاستعمار الدائبة لنشر التغريب واللادينية بكل الوسائل الممكنة، وأوهموا الناس أن حالة العالم الإسلامي تشبه حالة أوربا في العصور الوسطى ولن ينهض إلا بما نهضت به أوربا من فصل السلطة الدينية عن السلطة المدنية وبذلك يتحقق له ما تحقق للأوربيين" اهـ (١).

وفي مثل هذه الأوضاع نشأت هذه الحركة في الهند وما يماثلها من الحركات في معظم بلدان العالم الإسلامي، وسميت بأسماء مختلفة، فقد سمى بعضهم بالحركة الإصلاحية قد أصرَّ على هذا الاسم أحمد أمين في كتابه "زعماء الإصلاح في العصر الحديث" (٢). إلا أنه خلط بين المصلحين الحقيقيين وغير الحقيقيين فذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب مع سيد أحمد خان وأمير على ومن سلك مسلكهم، وسماها البعض بالحركة التجديدية، كما سمى بعضهم بالحركة العصرانية (Modernism) وهذا الاسم قد راج كثيرًا في كتابات المستشرقين والمستغربين، وسُمّي أصحابها بالعصرانيين أو العصريين.

ويعرّف محمد حامد الناصر "العصرانية" بقوله: "العصرانية حركة تجديدية واسعة نشطت في داخل الأديان الكبرى داخل اليهودية، وداخل النصرانية وداخل الاسلام أيضًا" اهـ إن هذه الحركة التجديدية عرفت في الفكر الديني الغربي باسم العصرانية (Modernism). وكلمة عصرانية هنا لا تعنى مجرد الانتماء إلى هذا العصر ولكنها مصطلح خاص" اهـ (٣).


(١) منهج المدرسة العقلية لفهد الرومي ٦١ - ٧٠.
(٢) نشرته مكتبة النهضة المصرية سنة ١٩٦٥ م.
(٣) العصرانيون بين مزاعم التجديد وميادين التغريب لمحمد حامد الناصر مكتبة الكوثر الرياض ط/١ - ١٩٩٦ م / ١٤١٧ هـ ص ٥ - ٦.