للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما غلام أحمد القادياني فقد استدل إلى ما ذهب إليه من موت عيسى وعدم رفعه إلى السماء بثلاثين آية من القرآن الكريم، واستهدف من ورائه الادعاء بأنه هو المسيح الموعود، وجعل المسيح مسيحين: مسيح بني إسرائيل ومسيح ابن مريم، فمسيح بني إسرائيل في زعمه هو الذي ولد من مريم ليوسف النجار الذي جاء وصفه في الحديث: "فأما عيسى فأحمر جعد عريض الصدر" اهـ (١). فمات ودفن وانضم مع صف الأنبياء الذين خلت من قبله ولن يعود أبدا.

وأما مسيح بن مريم فهو القادياني نفسه حسب زعمه، وهو المسيح الموعود الذي جاء وصفه في الحديث: بأنه "رجل آدم كأحسن ما يرى من آدم الرجال تضرب لمته بين منكبيه رَجِل الشعر، يقطر رأسه ماء، واضعا يديه على منكبي رجلين يطوف بالبيت، فقلت من هذا الرَجِل الشعر؟ فقالوا هذا المسيح ابن مريم" اهـ (٢).

وهكذا قد حرف القادياني جميع النصوص التي فيها ذكر المسيح حتى تكون في صالحه فجعل الرفع رفع درجات والنزول بمعنى البعثة. (٣).

ثم عقد المقارنة بين المسيحين، وجعل نفسه أفضل من مسيح بني إسرائيل، وأطال لسانه على رسول من رسل الله، ونال من شأنه ورماه بالزنا والسرقة والكذب والدجل ..... وغيرها من المنكرات التي يطول ذكرها، ولنا معه وقفات في المبحث الخاص بالقاديانية.

بعد أن عرف السيد والقادياني أن مذهب أهل السنة والجماعة هو الاعتقاد بأن عيسى عليه السلام قد رفع إلى السماء حيا جسدا وروحا اختارا مذهب إنكار الرفع لغرض في أنفسهما: فالسيد اختار هذا المذهب لهدف هو: أن لا يتعارض مع


(١) صحيح البخاري مع الفتح: ٦/ ٤٧٧ (٣٤٣٨).
(٢) المصدر السابق: ٦/ ٤٧٧ (٣٤٤٠).
(٣) ينظر وفاة مسيح ونزول مسيح لمحمد علي اللاهوري القادياني: أحمدية أنجمن إشاعت اسلام الهند ص: ٩٠ - ٩١.