للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالغة في الوصول إلى منهجهم المتبع الدقيق، لأن الروايات التى قام عليها المذهب الشيعي والتي نسبت إلى أئمتهم كذبًا وزورًا بدون آي ضابط يربطها جاءت مختلفة متضادة.

وقد تألم شيخهم محمد بن الحسن الطوسي لما آلت إليه أحاديثهم من الاختلاف والتباين والمنافات والمتضاد حتى لا يكاد يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده، ولا يسلم حديث إلا وفي مقابلته ما ينافيه، وقد اعترف بأن هذا الاختلاف قد فاق ما عند أصحاب المذاهب الأخرى وأن هذا أعظم الطعون على مذهبهم (١).

ومما لا شك فيه إن هذا الاختلاف الشديد دليل واضح على أن الدين الشيعي ليس من عند الله، ولو كان من عند الله لما كان هذا الاختلاف الكثير، وكما نلاحظ أن منهجهم بعيد كل البعد عن المنهج السني الصحيح، بل هو أشبه بالنصرانية واليهودية المحرفتين أكثر مما يشبه بالإسلام.

وقد اعترف بذلك سيد أمير علي فقال: "ويختلف الباطنية والإسماعيلية وجميع الفرق المشابهة لهم عن جماعة المسلمين في أنهم يجعلون الإيمان حجر الأساس لاعتقادهم، وهم يشبهون في هذا معظم مذاهب الإصلاح الديني في المسيحية، فهم يقولون كما يقول: "لوثر" (٢) بالمبدأ والتبرير بالإيمان، وكان لوثر يؤكد بقوة أن الإيمان بالمسيح ينقذ جميع العصاة، وكذلك الباطنية والإسماعيلية وفروعها، جعلوا الإيمان والثقة المطلقة بالإمام المقدس ركنا جوهريا في مذهبهم، فما دام باطن الإنسان عامرا بالإيمان جميع أعماله الظاهرة فلا أهمية لها" اهـ (٣).


(١) ينظر تهذيب الأحكام لمحمد بن الحسن الطوسي تحقيق حسن الحرامات دار الكتب الإسلامية طهران ط / ٣ - ١٣٩٠ هـ ١/ ٢.
(٢) لوثر (Martin Luther) (١٩٢٥ - ١٩٦١): راهب ألماني تزعم حركة الإصلاح البروتستانتي في ألمانيا. (المورد: معجم الأعلام: ٥٦).
(٣) روح الإسلام لأمير علي ٢/ ٢٣٢.