للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لها، ويقدمونها بعد التمويه بكل جرأة ويبنون عليها نظرية لا يكون لها وجود إلا في نفوسهم وأذهانهم (١).

والمستشرق عندما يستخدم الإسقاط يصدر أحكامًا مغلوطة عن الإسلام تنافي في الحقيقة تمامًا. يقول المستشرق بوكاي: "إن الأحكام المغلوطة تمامًا التي تصدر في الغرب عن الإسلام ناتجة عن الجهل حينًا وعن التسفيه العامد حينًا آخر ولكن أخطر الأباطيل المنتشرة التي تخص الأمور الفعلية، وإذا كنا نستطيع أن نغفر الأخطاء خاصة بالتقرير فإننا لا نستطيع أن نغفر لتقديم الوقائع بشكل ينافي الحقيقة" اهـ (٢).

"وبتطبيق هذا المنهج على الدراسات الإسلامية فإن المستشرق يسقط تصوره للمسيحية على الإسلام فتصبح المسيحية المتصورة هي الإسلام في الواقع، والإسلام الحقيقي منفي فلا وجود له كأن يسمى الإسلام بالمحمدية كما تنسب المسيحية للمسيح والبوذية لبوذا، كثيرًا ما تحدث عن الكنيسة الإسلامية أو السلطة الدينية وعلاقتها بالدولة أو اتهام التوحيد الإسلامي بأنه تجريد خالص، والحكم علي التنزيه بأنه تجريد إسقاط من التجسيم والتشبيه الذي تعج بهما النصرانية واليهودية" اهـ (٣).

وقد استخدم المستشرق شاخت المنهج الإسقاطي عندما تناول موضوع الإجماع الأصولي الإسلامي، وبما أن الإحماع عند اليهود والنصارى رأي الغالبية لا غير، أصرَّ شاخت ألا يكون الإجماع عند المسلمين إلا حسب تصوره هو: رأي الغالبية فقط. ومن ثم اتهم الإسلام بالتأثر الأجنبي في هذا الصدد فقال: "نظرية الإجماع الشعبي العالم بالطبع لا يُثار حولها تساؤل التأثير الأجنبي ولكن الأشياء تختلف


(١) ينظر الإسلام والمستشرقون للشيخ أبو الحسن علي الندوي ص: ١٩.
(٢) ينظر دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة. لـ موريس بوكاي دار المعارف لبنان ١٩٧٧ م ص: ١٣٥.
(٣) ينظر الوحي القرآني لـ د. محمود ماضي ص: ٣٧.