السياسية، فكان من خططهم الطعن في الدين الإسلامي الذي شكل العقبة الكبرى أمام نشر مبادئهم وتعاليمهم، وأدركوا أنه في تشكيك المسلمين في دينهم سبيل للوصول إلى أهدافهم، وأن هذا التشكيك تم بمحاولة تغيير الطرق المنهجية التي ينظر بها إلى الدين وأحكامه، بل ونصوصه، وبإثارة الشبه حول الإسلام خاصة فيما يتصل بالعقيدة لعلمهم وعلم الجميع أنها أساس الدين كله، وبثبوتها يثبت، وبزعزعتها ينهار أساس الإيمان، لهذا نرى أنهم بدأوا أول ما بدأوا في الهند بمحاولة التأثير على الجانب العقدي بهدف التشكيك، وإضعاف الإيمان أو نفيه، وقد اعتمدوا في إضعاف نزعة الإيمان على إحلال مناهج جديدة محل ما هو موجود لدى المسلمين، كي تؤتي نتائجها في إضعاف الإيمان، وتؤثر على جوانب العقيدة ووحدة المسلمين حولها، لهذا استخار الباحث الله العلي القدير، وآثر أن يكون موضوع رسالته للدكتوراه:
"أثر الاستشراق على المنهج العقدي الإسلامي بالهند"
(١٨٥٠ - ١٩٥٠)
-دراسة نقدية-
وقد درس الباحث تحت هذا العنوان مدى التجافي بين الاتجاهات الحديثة والمنهج الثابت، ومدى تبني المنهج الحديث الذي طرحه المستشرقون، وما أدى إليه من تغيير في النظرة إلى العقيدة، وكيفية معالجة مسائلها.
وتجلية لهذا الموضوع يقدم الباحث بداية عدة نقاط توضح أهمية الموضوع، والمناهج التي استخدمت لدراسة العقيدة قبل ظهور الاستشراق بالهند، ثم حملة المسشرقين الفكرية على الهند ووسائلها، وأبرز رجالها ومناهجهم التي دعوا إليها، وكذلك يطرح موقف الفكر الإسلامي الهندي من الاستشراق، ومدى التأثر الذي حدث على علماء الهند في الجانب العقدي، وما هي المناهج التي ظهرت بعد هذا التأثر، وأخيرا يبين الباحث أبرز المسائل التي حملت التغيير نتيجة هذا التأثر، وذلك كله مع ما تقتضيه ضرورة المقدمة يشير إليه الباحث في نقاط: