للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كثيرًا (١) بخلاف الروافض الهنود الذين يعادونهما ويسبونهما، إلا أنه يعتقد بأن الأمر في توصية علي رضي الله عنه وتوليته للخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم كان واضحًا جدًا من تعليمات الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقسم الخلافة إلى قسمين: خلافة إمامية وخلافة رسولية وبعبارة أخرى رياسة روحية ورياسة تنفيذية، وقد يسمى الأولى الإمامة والثانية الخلافة وهما وظيفتان متلازمتان قد قامتا جنبًا بجنب وعملتا في خطين متضادين إلا أن الأولى كانت مشيرة للثانية، وبهذا الاعتقاد يصدق أمير علي نظرية أهل السنة بأن عليًا كان مشيرًا للخليفتين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ويرى أن عليًا قد تنازل عن حقه نظرًا لمصلحة المسلمين وتوحيد كلمتهم، وأصبح معاونًا لأبي بكر رضي الله عنه ولما تولى الخلافة اجتمع في شخصيته جملة خصائص الإمامة والخلافة (٢).

ويرى أن فكرة الرفض كانت نتيجة رد الفعل للعهد الأموي، وبعد أن رأى أن الخلافة الراشدة استمرت إلى الخلفاء الأربعة (٦٣٢ - ٦٦١)، وخلافتهم كانت نموذجًا للرياسة الإسلامية المثالية، اعتقد بأن لب الحضارة وعصارته كان كامنًا في خلق علي المستمدة من الإنسانية، وهذا الاعتقاد يربطه بالمنهج المعتزلي العقلي المادي ويمهد له طريقًا إلى رفض المنهج السني وسانده على ذلك كونه شيعيًا (٣).

بعد أن ترك المناهج الثابتة القديمة اختار أمير علي لنفسه منهجًا جديدًا مستمدًا من مبادئ المنهج الاستشراقي الغربي مستهدفًا ليجعل الإسلام غربيًا أو مشابها لما في الغرب من الأديان فقال: "إننا إذ استثنينا عقيدة الأبوة الإلهية بعيسى عليه السلام، لم نجد خلافًا أساسيًا


(١) ينظر على سبيل المثال كتابه روح الإسلام (The Sprit Of Islam) ترجمة أمين محمود الشريف المطبعة النموذجية ١٩٦١ م، : ١/ ٢١٤، ٢/ ١٨٠.
(٢) ينظر روح الإسلام لأمير علي: ٢/ ٢١٠ - ٢١١.
(٣) ينظر المرجع السابق: ٢/ ١٩٠ - ١٩١، ٢٤٨ - ٢٤٩، و Short History Of Saracens لأمير علي، لندن، ١٩٦١ م ص: ٧٠ - ٧٩.