للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤ - إن دعوى التوحيد قائمة، وكل آية في الكون تدل على أنه واحد ونحن أمرنا بالشهادة على دعوى قائمة بنفسها، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله" اهـ (١).

٥ - إن عقيدة التوحيد قد خاطب الله بها عقول البشر وذكر الدلائل العقلية للتمانع عن التعدد فقال: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ، إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} (٢) وقال تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} (٣).

٦ - إن عقد المقارنة بين عقيدة التثليث عند النصارى وعقيدة التوحيد الخالص في الإسلام يظهر لنا سهولة فهم عقيدة التوحيد.

يقول الدكتور سعيد إسماعيل: "عند مقارنة المفهومين اللذين يرسمهما الكتاب المقدس كما يسميه النصارى والقرآن الكريم للمعبود لا نجد صعوبة في إدراك المفهوم الإسلامي ولكن نجد صعوبة كبيرة في إدراك المفهوم المسيحي لأنه يطرح عددًا من الأسئلة:

مثلًا: هل الثالوث ليس إلا صورة من عقيدة تناسخ الأرواح ولكنها محدودة بأشكال ثلاثة؟ هل المعبود أو الإله أسرة تتألف من ثلاثة أفراد يعتمد بعضها على بعض؟ وإذا كان المخلوق قد يعصي الرب فما بال (الابن)، خاصة وأن نصفه إنسانًا ورث الخطيئة عن آدم عليه السلام حسب عقيدة الثالوث؟


(١) صحيح البخاري مع الفتح: ١/ ٧٥ كتاب الإيمان باب ١٧ (٢٥).
(٢) سورة المؤمنون: ٩١.
(٣) سورة الأنبياء: ٢٢.