للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن عقيدة أهل السنة والجماعة أنه "ما من مخلوق في الأرض ولا في السماء إلا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه" اهـ (١) كما ثبت ذلك في كتاب الله العزيز في آيات كثيرة، قال الله تعالي: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ} (٢) وقال: {قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} (٣) وقال: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} (٤) وقال: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} (٥).

وقد استنكر الله على المشركين في ظنهم أنهم خلقوا من غير خالق والخالق هو الله لا غير فقال: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} {أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ} (٦).

ولقد تحدى الله العابدين للأصنام تحديًا أمرنا أن نستمع له، فقال: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ} (٧).

وقال تعالى: {الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (٢) وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} (٨).


(١) العقيدة الواسطية مع شرح الشيخ محمد صالح العثيمين، دار ابن الجوزي ط / ٤ - ١٤١٧ هـ ٢/ ٢١٠.
(٢) سورة الأنعام: ١٠٢.
(٣) سورة الرعد: ١٦.
(٤) سورة الزمر: ٦٢.
(٥) سورة غافر: ٦٢.
(٦) سورة الطور: ٣٥ - ٣٦.
(٧) سورة الحج: ٧٣.
(٨) سورة الفرقان: ٣، ٢.