للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واستعمارها، فكانت البرتغال أولى دولة أرسلت قوائمها التجارية إلى الهند، ففي سنة ١٤٩٨ م اكتشف البحار الشهير "فاسكو داجاما" (Vasco- da-Gama) (١) الطريق البحري الجديد إلى الهند، بعد أن دار حول إفريقيا ألقى مراسيه في مرفأ "كالي كت" في جنوب غرب الهندي، وحصل من أمير البلاد على إذن بالتجارة التى لم تكن غايته، وبعد أن درس حالة البلاد واطلع على إمكانيتها وقوتها عاد إلى بلاده، ثم رجع إلى الهند بأكثر من ألف ومأتي جندي (٢).

ولا شك أن دراسة "فاسكو داجاما" أوضاع الهند دراسة اكتشافية ينطبق عليها كلمة الاستشراق بكل معانيها، فإن الاستشراق يُعرف بأنه: "علم يتناول المجتمعات الشرقية بالدراسة والتحليل من قبل علماء الغرب" اهـ (٣)، هذا إذا أريد بالاستشراق معناه العام بدون تحديد مجال الدراسة وموضوعه، وبدون إشارة إلى مواصفات الدارس والهدف من دراسته.

وأما الاستشراق بمعناه الخاص فهو كما قال أحمد غراب: "إن الاستشراق دراسات "أكادمية" يقوم بها غربيون كافرون -من أهل الكتاب بوجه خاص-


(١) داجاما، فاسكو (Vasco-da-Gama) (١٤٦٩ - ١٥٢٤ م): قائد بحري ومكتشف برتغالي، قاد أول أسطول من أوربا للوصول إلى الهند، ولد داجاما بالبرتغال، تعلم علم الفلك والملاحة خلال فترة شبابه، أصبح ضابطا بحريا (١٤٩٤ م). قاد داجاما أربع سفن (١٤٩٧ - ١٤٩٨ م) وقد قُدّر عدد الملاحين الذين شاركوا في هذه الرحلة بحوالي ١٧٠ رجلا، وقام برحلة ثانية إلى الهند (١٥٠٢ م) من أجل إقامة علاقات تجارية، وقد فتحت رحلته التاريخية طرقا تجارية جديدة بين أوربا وآسيا، وفي سنة ١٥٢٤ م عينه الملك جون الثالث نائبا له في الهند ومات في السنة نفسها. (الموسوعة العربية العالمية ١٠/ ٢٠٨ - ٢٠٩).
(٢) ينظر هندوستان مين مغلية حكومت (حكم المغول في الهند) لشوكت على فهمي ٤٠٠ - ٤٠١ وينظر تاريخ شبه الجزيرة لاحسان حقي ٢٣٤ - ٢٤٥.
(٣) الظاهرة الاستشراقية وأثرها على الدراسات الإسلامية لـ د. ساسي سالم الحاج من منشورات مركز دراسات العالم الإسلامي ط / ١ - ١٩٩١ م ١/ ١٨.