للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كانوا يندسون في الحركات المعارضة لبني أمية سواء من العلويين أو الخوارج أو الزبيريين (١).

ثالثا: وأما ما نسب إلى عبد الملك بن مروان من أنه قال بعد أن قتل عمرو بن سعيد: "أن أمير المؤمنين قد قتل صاحبكم مما كان من القضاء السابق والأمر النافذ" اهـ فهو مقولة كاذبة لم تثبت في التاريخ الصحيح (٢).

هذه القصة التي جاء إثرها هذا المقال قد رواها المسعودي (٣) وابن سعد (٤) وغيرهما من المؤرخين، ولم يذكر أحد منهم هذه المقولة، بل لا وجود لها في التاريخ الإسلامي الصحيح فيما أعلم.

رابعا: ولو افترضنا أنه قد حصل من أحد حكام بني أمية الاحتجاج بالقدر، قد يكون هذا من مقارعة الحجة بالحجة كما ردّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه على السارق الذي احتج بالقدر، فأجابه بأنه قطع يده أيضا بقدر الله، وإن حصل هذا الكلام من أحد هم احتجاجا بالقدر فلا يلزم منه أيضا أن يكون دليلا على أن بني أمية أضافوا فكرة الاحتجاج بالقدر والقضاء إلى الإسلام، وذلك لما سبق من الأدلة القاطعة بأن الإيمان بالقدر والقضاء ركن من أركان الإيمان قد أنزله الله على نبيه صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم وبينه النبي صلى الله عليه سلم في سننه المطهرة الثابتة.


(١) ينظر مفهوم القدر في دراسات المستشرقين لمحسن سويسي: رسالة ماجستير غير مطبوعة، كلية الدعوة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ١١٤١ هـ.
(٢) وقال جولدتسيهر نفسه: "هذه القصة إن لم تكن من التاريخ الصحيح قطعا" (العقيدة والشريعة: ٩٨).
(٣) ينظر مروج الذهب ومعادن الجوهر للمسعودي: تحقيق: محمد محي الدين، دار المعرفة، بيروت ص: ١١١.
(٤) ينظر الطبقات الكبرى لابن سعد: ٥/ ٢٢٧.