للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مدى صحتها وصدقها في ضوء القرآن الكريم نفسه؟ وهل هناك فرق بين دعوة السيد ودعوة مهدي علي إلى تفسير جديد؟

فقد بين السيد أسباب هذه الدعوة فقال: "قد قرأت ما استطعت من تفاسير القرآن، فوجدتها -إذا استثنينا منها الموضوعات المرتبطة بعلم الأدب- عقيمة ومليئة بالروايات الضعيفة والموضوعة وبالقصص التافهة الإسرئيلية. ثم درست ما استطعت من كتب أصول التفسير مستهدفا لأجد فيها أصولا مبنية على القرآن أو مبنية على شيء لا يختلف فيه اثنان، فلم أجد فيها إلا مسائل ثانوية لا فائدة فيها مثلا: علم الفقه وعلم العقيدة وعلم خفاء نظم القرآن ولطائفه، واختلاف التفاسير وشرح الغريب، ومن المسائل التي بُسط الكلام فيها هي: تقسيم الآيات إلى مكية ومدنية وصيفية وشتوية، ونهارية وليلية (ما نزل في الصيف وما نزل في الشتاء، وما نزل في النهار وما نزل في الليل) وبيان نوعية حروف وآيات لكل قسم مما مضى من الأقسام، أو وجدتُ فيها مباحث حول المجاز، فلم أجد فيها أصولا وضوابط تحل مشكلات اليوم" اهـ (١).

لإكمال هذا الغرض دعا السيد إلى كتابة تفسير جديد، وإلغاء تفاسير قديمة، ثم بدأ بكتابة تفسير باسم "تفسير القرآن وهو الهدى والفرقان"، فكان من شأنه التقليل من ذكر التفسير المأثور، والاهتمام بالتفسير العلمي الحديث -كما يدعي- وترك الاعتماد على الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومحاولة الربط بين الطبيعة والآيات، وعلى منوال هذا التفسير برز في الساحة تفاسير عديدة.

والناظر في هذه التفاسير يجد فيها إنكارا للحقائق الدينية الثابتة في القرآن والسنة مما تُعَدُّ من أصول الدين ليست من فروعه، مثل إنكار الملائكة والنار بل إنكار الغيبيات كلها بالتأويل البعيد ماعدا ذات الله عز وجل.


(١) مقدمة تفسير القرآن للسيد ١/ ٥ - ٦.