للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا ملخص ما عرفنا من عالم الجن والشياطين في ضوء الكتاب والسنة الصحيحة الثابتة فيؤمن أهل السنة والجماعة أن الجن أمة كأمة الإنسان خلقوا من نار وكلفوا بالشرائع ومنهم المؤمن والكافر (١).

والإبليس من شياطينهم بل هو من قاد المعركة في الصراع الدائر بين عالم الشياطين وعالم البشر، ومن قاعدته يرسل البعوث والسرايا في الاتجاهات المختلفة، ويعقد مجالس ويناقش جنوده فيما صنعته، ويثني على الذين أحسنوا وأجادوا في الإضلال وفتنة الناس.

عن جابر رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظم فتنة، يجئ أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا فيقول: ما صنعت شيئا قال: ثم يجئ أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال: فيدنيه منه ويقول: نعم أنت. قال الأعمش أراه قال فيلتزمه" اهـ (٢).

هو لم يزل حيًا يضل الناس منذ وجد الإنسان إلى اليوم وإلى أن تقوم الساعة قال الله تعالى: {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (٣٦) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (٣٧) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} (٣).


(١) ينظر سورة الجن: ١٢ - ١٥.
(٢) صحيح مسلم مع الشرح ١٧ - ١٨/ ١٦٢ (٢٨١٣).
(٣) سورة الحجر: ٣٦ - ٣٨.