للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحقيقة المطلقة، وبعبارة أخرى: هي كيفية تولد في نفس الإنسان اختلالًا شديدًا" اهـ (١).

وقال أيضًا: "أما الجنة والنار فليستا مكانين معينين، لأن القرآن عبَّر عنهما كأنها أحوال داخلية في نفس الإنسان، والتي تدور في عينيه، حيث قال عن النار: {نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (٦) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ} (٢) وبعبارة أخرى هو شعور نفسي بالألم الشديد أمام الخسران والهزيمة، وأما الجنة فهي شعور نفسيٌّ بالغلبة على قوى الهلاك والفناء، والمسرّة والنجاح ولم يجعل الإسلام الإنسان متعرضًا للشقاوة واللعنة الأبديتين" اهـ (٣).

وقال أيضًا: "أنا أرى في رواية القرآن هذه جاءت لفظة "الجنة" والمقصود بها الإشارة إلى مرحلة بدائية للإنسان وهي مرحلة لم ترتبط بما حوله من الأشياء، فلم يشعر بتكاليف الحياة ومشاقها التي سوف يستقبلها عندما تحيط به حاجاته في ضروريات الحياة" اهـ (٤).

وقال أيضًا: " .... ويبقى هنا أمر لم يتضح بعد وهو: لماذا هذا الزمن غير المتناهي للمجازاة بالسعادة والسرور، والأخلاق الفاضلة؟ وكيف يمكن لله أن يوجد اتصالًا بين هذه التصورات المتباينة؟ (ثم يبحث إقبال عن الجواب عند المستشرق "وليم جيمز" (٥).


(١) تشكيل جديد لإقبال: ١٨١، ويقول إنه أخذ هذه الفكرة من " Helmholtz".
(٢) سورة الهمزة: ٦ - ٧.
(٣) المرجع السابق: ١٨٥ - ١٨٦.
(٤) المرجع السابق: ١٢٧.
(٥) المرجع السابق: ١٧١.