للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

آخر دعواه "النبوة"، وقد ذهب إلى هذا الرأي الشيخ أبو الحسن الندوي كذلك (١)، وهذا ليس ببعيد لأن الغلام نفسه لم يدرس العلوم الشرعية من التفسير والحديث والفقه دراسة صحيحة منتظمة وخاصة اللغة العربية بخلاف نور الدين، فإنه درس اللغة العربية وأقام في الحجاز (٢).

إضافة إلى ما سبق إن نور الدين كان من أولئك الرجال الذين تلمذوا على أساتذة الفرقة النيجرية، وتمسك بالمنهجة المتأثرة بالاستشراق ورأي إخضاع الأحكام الشرعية والعقيدة الإسلامية للعلوم الطبيعية.

يقول الشيخ الندوي: "كان (نور الدين) قلق النفس، عقلي النزعة، تحرر في المذهب ورفض التقليد في بداية أمره، ثم تأثر بالمدرسة التي تدين بضرورة إخضاع الدين والعقيدة والقرآن لعلوم الطبيعة ونظراتها التي دخلت، عن طريق الإنجليز جديدة في الهند وتأويل كل ما عارض -وبالأصح ظهر أنه يعارض المقررات والمشهورات- الطبيعة في ذلك العصر، ولو تعدى ذلك إلى التعسف وتحميل اللغة العربية ما لا تحتمله، وجنح إلى تأويل المعجزات والحقائق الغيبية" اهـ (٣).

وانتقل إلى "قاديان" بعد اعتزاله عن الوظيفة عام ١٨٩٢ م وأقام بها، وبويع له بالخلافة بعد وفاة الميرزا عام ١٩٨١ م ولقب بالخليفة الأول، و"خليفة المسيح الموعود نور الدين الأعظم".

وبقي في خلافته ست سنوات حتى مات في ١٣ من مارس عام ١٩١٤ م، وكان قد استخلف الميرزا بشير الدين محمود ابن الميرزا غلام أحمد الأكبر (٤).


(١) ينظر القادياني والقاديانية للندوي ص: ٣٠.
(٢) ينظر القاديانية لإحسان إلهي ظهير ص: ٢٣٦.
(٣) ينظر القادياني والقاديانية للندوي ص: ٣٣ - ٣٤.
(٤) ينظر صحيفة بيغام صلح ٤ / عدد ١١٤.