للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يكون جماعة جديدة بإمارته، ويعلن أن دعوى غلام أحمد لم تكن دعوى النبوة، إنما كان يدعي بأنه مجدِّد ومحدَّث، لينخدع من المسلمين من يخدع من جديد ويقترب إلى غلام أحمد الكذاب، ومن ثم يسهل إدخاله في القاديانة وإخراجه من حيز الإسلام، وهكذا تكونت الجماعة اللاهورية حسب أوامر الاستعمار ومطامع محمد علي (١).

فأعلن محمد علي مكرًا وخداعًا فقال: "أُنشدُكم بالله (أيها القاديانيون) إن صح الاعتقاد بأن النبوة لم تنقطع وأن الأنبياء لا يزالون في غدوّ ورواح إلى هذا العالم كما صرّح بذلك محمود أحمد في كتابه "أنوار الخلافة", فلماذا لا تزال هذه الطوائف التي تعد بالآلاف يكفر بعضها بعضًا؟ وغابت عنهم الوحدة الإسلامية؟ (٢).

وتمسك بكلام الميرزا في المرحلة الأولى، وحاول تأويل كلامه المتأخر في المراحل الأخيرة بقوله: بأن دعوى النبوة ودعوى الحلول كانت في حالة الوجد والكشف، كما ادعى ابن عربي وغيره من المتصوفة، وأوَّل معنى النبي بالمنبئ ومن كلامه في ذلك: "هذا بأن النبي بمعني المنبئ الذي يخبر عن ما يحصل في المستقبل" اهـ (٣). إلى غير ذلك من التأويلات الباردة.

وقد انتهز الباحث فرصة الجلوس مع القاديانيين اللاهوريين، وأخذ منهم أطراف الحديث عن حركتهم، فوجدهم في محاولة أن يثبتوا أنفسهم من ضمن المسلمين، وكما أن القوم يذكرون القرآن وقد يستدلون به أما الحديث النبوي فلا يعرفون منه شيئا، بل ينكرونه إنكارا شديدا بحجة أن الحديث اختلط الصحيح منه بالضعيف، وأهدوا إلى الباحث مجموعة من الكتب منها ما هو من تأليفات غلام أحمد القادياني في المرحلة الأولى، ومنها ما هو تأليفات أمير جماعتهم محمد علي اللاهوري،


(١) ينظر القاديانية لإحسان إلهي ظهير ص: ٢٤٦.
(٢) رد تكفير أهل قبلة لمحمد علي: بهارت بريس دهلي ص: ١٤٤.
(٣) جماعت أحمدية كي دو فريق (فريقان للجماعة الأحمدية) لمحمد علي اللاهوري، أحمد أنجمن إشاعت إسلام بمبائي ص: ٥.