للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال في البدائع في موضع آخر: "فالتشهد يجمع نوعي الدعاء دعاء الثناء والخير، ودعاء الطلب والمسألة" (١).

وإنما قيدنا في بداية الكلام بأن هؤلاء هم أول من صرح بهذا التقسيم لأن هذا التقسيم موجود قبل هؤلاء في ضمن كلام من سبقهم من السلف وذلك لدلالة القرآن والسنة عليه، فالسلف فهموا هذا التقسيم من الكتاب والسنة، فمن العلماء الذين أشاروا إلى ذلك بدون تصريح للتقسيم:

١ - سفيان بن عيينة عندما سئل عن معنى دعاء يوم عرفة كما مر (٢).

٢ - ابن جرير فإنه ذكر في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ﴾ [البقرة: ١٨٦]. وجهين أحدهما: مسألة العبد ربه ما وعد أولياءه على طاعتهم بعملهم بطاعته، ومعنى الإجابة الوفاء بما وعدهم على العمل من الأجر واستدل على ذلك بحديث: "الدعاء هو العبادة" ثم قال: "فأخبر أن دعاء الله إنما هو عبادته ومسألته بالعمل له والطاعة، ثم نقل عن الحسن البصري في قوله تعالى: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾، اعملوا وأبشروا فإنه حق على الله أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله" (٣).

وقال أيضًا: "والدعاء لله يكون بذكره وتمجيده والثناء عليه قولًا وعملًا، وقد يكون بالعمل له بالجوارح" (٤).

٣ - البغوي فإنه قال: "قيل: معنى الدعاء هاهنا الطاعة، ومعنى الإجابة الثواب" (٥).


(١) بدائع الفوائد: ٢/ ١٩٠.
(٢) مر ص: ٥٣.
(٣) تفسير ابن جرير: ٢/ ١٦٠ - ١٦١، وبدائع الفوائد: ٣/ ٢ - ١٤.
(٤) تفسير ابن جرير: ٧/ ٢٠٥.
(٥) معالم التنزيل: ١/ ١٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>