للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سؤاله ورغبته إلى محاب الله ورسوله وآثر ما يحبه الله ورسوله على محاب نفسه. فهذا جزاؤه من جنس عمله.

ومثال هذا ما يوجد عند الناس بما يفعلونه عند ملوكهم إذا أرادوا التقرب إليهم أثنوا على من يحبونه وسألوا منه أن ينعموا عليه وبذلك يتوسلون إلى القرب عندهم والحظو لديهم (١).

ثم إن الصلاة على النبي هي دعاء له فكلما صلى عليه مرة واحدة صلى الله عليه عشراً: "وهو لو دعا لآحاد المؤمنين لقالت الملائكة: آمين ولك بمثله فدعاؤه للنبي أولى بذلك" (٢).

فتبيّن بهذا أن الصلاة على النبي فيها معنى الدعاء فكيف إذا تقدمت أمام الدعاء فصارت له كالمفتاح كما أن مفتاح الصلاة الطهور؟ (٣).

وقد اتفق العلماء على استحبابها في الدعاء حتى حكى الزمخشري أن بعض العلماء أوجبها في كل دعاء (٤).

وقد ورد الحث على تقديم الثناء والصلاة والسلام على النبي في أحاديث متعددة، منها: حديث فضالة بن عبيد قال: "سمع النبي رجلاً يدعو في صلاته فلم يصل على النبي فقال النبي : "عجل هذا ثم دعاه فقال له ولغيره: "إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه ثم ليصل على النبي ثم ليدع بعد بما شاء" (٥).


(١) جلاء الأفهام: ٢٧٠، وبدائع الفوائد: ٢/ ١٩٠.
(٢) قاعدة جليلة في التوسل ص: ٧١ رقم ٢١٤.
(٣) قاعدة جليلة في التوسل ص: ٢٢٧.
(٤) الفتح: ١١/ ١٥٣.
(٥) أخرجه أبو داود: ٢/ ١٦٢ رقم ١٤٨١، والنسائي: ٣/ ٣٨ باب ٤٨، والترمذي: ٢/ ٤٨٨ رقم ٥٩٣ و ٥/ ٥١٦ رقم ٣٤٧٧ وابن خزيمة: ١/ ٣٥١ رقم ٧٠٩، وابن حبان [موارد] رقم ٥١٠، والحاكم: ١/ ٢٦٨، وصححه ووافقه الذهبي وقد صححه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان كما في الفتح ١١/ ١٦٥، وصححه الألباني في صحيح الجامع: ١/ ٢٣٧ رقم ٦٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>