للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الخضر: "فعلمت أن الله عبادًا لم أعرفهم" (١) ومن المعلوم أن الخضر نبي على الراجح فإذا كان الولي أعلم منه فمعناه أنه مطلع على الغيب.

وذكر الشعراني عن أحدهم أنه كان يقول:

"أعرف تلامذتي من يوم "ألست بربكم" وأعرف من كان في ذلك كان الموقف عن يميني ومن عن شمالي ولم أزل من ذلك اليوم أربي تلامذتي وهم في الأصلاب لم يحجبوا عني إلى وقتي هذا" (٢) أي أن علمه مستمر ومحيط بتلامذته، كما أنه متصرف فيهم قبل وجودهم!!!

هذه بعض الأمثلة لادعائهم لأنفسهم معرفة الغيب.

وأما ادعاء مريديهم لهم ذلك فكثير أيضًا، فمن ذلك ما قاله صاحب الجواهر في شيخه التيجاني:

"ومن كماله ونفوذ بصيرته الربانية، وفراسته النورانية التي ظهر مقتضاها في معرفة أحوال الأصحاب وفي غيرها من إظهار مضمرات وإخبار بمغيبات وعلم بعواقب الحاجات، وما يترتب عليها من المصالح والآفات، وغير ذلك من الأمور الواقعات. . ." (٣). . ونقل صاحب الجواهر عن شيخه التيجاني أنه يذهب إلى ادعاء ثبوت العلم اللدني وأنه قال في قوله تعالى ﴿فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (٢٦) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ … ﴾: أو صديق أو ولي (٤).

وهكذا زادوا في كتاب الله تعالى بدون حياء ولا خجل، وادعوا الكشف الإلهي وقراءة اللوح المحفوظ، إلى غير ذلك مما كان له أثر في


(١) الرسالة: ٢/ ٦٨٥.
(٢) الطبقات الكبرى: ١/ ١٨٣.
(٣) جواهر المعاني: ١/ ٦٣.
(٤) المرجع نفسه: ١/ ٢١٨، نقله عن المرسي راضيًا به ومحتجًا به على مذهبه في إثبات ما يسمى عندهم بالعلم اللدني.

<<  <  ج: ص:  >  >>