للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن بعدت الديار وتناءت الأقطار وإن زعم أنه لم يثبت قدرة ولا علمًا ولا سمعًا عامًا محيطًا لا يليق بالمخلوق فهو مكابر ملبوس عليه ثم في ذلك من الخضوع والذل والمحبة والإنابة ما هو من خالص العبادة ولبها فكيف جاز صرفه لغير الله؟ " (١).

وقال أيضًا: "بل من دعاهم فهو يرى ويعتقد أن لأرواحهم قدرة وعلمًا بحاله وسمعًا ليس من جنس قدرة العباد وعلمهم وسمعهم" (٢).

٤ - والشيخ عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي (ت ١٣٠٤ هـ) فقد ذكر أنه يلزم الاحتراز عن مثل الورد المشهور وهو ورد: "يا شيخ عبد القادر جيلاني شيئًا الله وعلل ذلك بأن بعض الفقهاء حكم بكفر قائله ثم علله أيضًا بأن هذا الورد يتضمن نداء الأموات من أمكنة بعيدة، لم يثبت شرعًا أن الأولياء لهم قدرة على سماع النداء من أمكنة بعيدة ثم ذكر أن من اعتقد أن غير الله تعالى حاضر وناظر وعالم للخفي والجلي في كل وقت وفي كل آن فقد أشرك، وذكر أن اعتقاد أن عبد القادر يعلم أحوال مريديه في كل وقت ويسمع نداءهم من عقائد الشرك (٣).

٥ - والشيخ محمد بشير السهسواني (ت ١٣٢٦ هـ) فإنه قال: "فنداء الميت بعيدًا من القبر، وكذا نداء الغائب يقتضي اعتقاد علم الغيب لذلك الميت والغائب" (٤).

وذكر أيضًا أن المستغيثين بالأموات والغائبين يعتقدون أنهم يعلمون استغاثتهم، ويسمعون دعاءهم من كل مكان وفي كل زمان وأن هذا إثبات لعلم الغيب لهم (٥).


(١) مصباح الظلام: ٢٠٠ - ٢٠١.
(٢) المرجع نفسه: ٢٥٤.
(٣) مجموع فتاوى عبد الحي اللكنوي: ١/ ٢٦٤، نقلًا عن تعليق الندوي على رسالة التوحيد ص: ١٤٠ - ١٤١.
(٤) صيانة الإنسان: ٣٧٣
(٥) المرجع السابق: ٢٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>