ففي هذه الآيات سمى الله الدعاء دينًا فأخبر في الآيات الثلاث الأول أن المشركين يخلصون له الدين في الشدائد، وأمر في الآيات الثلاث الأخيرة بإخلاص الدين له، والدين معناه دعاء المسألة في الثلاث الأول وذلك واضح من سياق الآيات.
وأما الثلاثة الأخيرة فتحتمل المعنيين، دعاء العبادة ودعاء المسألة، فيكون مما استعمل الدعاء فيه في المعنيين جميعًا بإطلاقه على الحقيقة المتضمنة للأمرين جميعًا.
فإذا ثبت هذا نقول: قد علم أن الدين يشمل أعمال الإسلام كلها، قال تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾ [آل عمران: ١٩].
وقال سبحانه: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (٥)﴾ [البينة: ٥]. وقد قال النبي ﷺ في حديث جبريل:"أتاكم ليعلمكم دينكم"(١)، فشمل هذا الإسلام والإيمان والإحسان.
(١) أخرجه البخاري: ١/ ١١٤ رقم ٥٠، ومسلم: ١/ ٣٩ رقم ٩، كلاهما من حديث أبي هريرة، وأخرجه مسلم من حديث عمر برقم ٨.