للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلهذا نكتفي بإيراد بعض الأحاديث الدالة على المراد، من ذلك:

١ - قوله فيما رواه أنس : "لكل نبي دعوة دعاها لأمته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي، هذا لفظ مسلم، وفي البخاري: لكل نبي سأل سؤالًا - أو قال لكل نبي دعوة قد دعا بها - فاستجيب، فجعلت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة" (١).

٢ - حديث أنس بن مالك الآخر، قال: بينما النبي يخطب يوم الجمعة إذ قام رجل فقال: يا رسول الله هلك الكراع وهلك الشاء، وفي رواية وجاع العيال وفي رواية أخرى هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله أن يسقينا، فمد يديه ودعا، وفي رواية وما نرى في السماء قزعة فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته، فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة ثم جاء ذلك الرجل أو غيره في الجمعة المقبلة فقال: تهدمت البيوت وانقطعت السبل فادع الله يمسكها فرفع يديه فقال: اللهم حوالينا ولا علينا، فما يشير بيده إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت" (٢).

٣ - حديث النزول، وهو حديث مشهور مستفيض متواتر (٣)، ومن طرقه ما رواه أبو هريرة أن رسول الله قال: ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول: من يدعوني


(١) رواه البخاري بصيغة التعليق جازمًا به: ١١/ ٩٦ رقم ٦٣٠٥، ومسلم: ١/ ١٩٠ رقم ٢٠٠، من طريق قتادة وسليمان التيمي عن أنس وله شاهد من حديث أبي هريرة، أخرجه البخاري رقم ٦٣٠٤، ومسلم رقم ١٩٩، ومن حديث جابر أخرجه مسلم برقم ٢٠١.
(٢) أخرجه البخاري في ١٥ موضعًا، انظر الإشارة إليها في البخاري مع الفتح: ٢/ ٤١٣ رقم ٩٣٢، ومسلم: ٢/ ٦١٢ برقم ٨٩٧.
(٣) قد ذكر الكتاني ممن حكم بتواتره أبا زرعة والسخاوي وابن عبد الهادي وذكر الكتاني أيضًا ٢٣ صحابيًا ممن روى أحاديث النزول، انظر نظم المتناثر ص: ١١٥، والصارم المنكي ص: ٢٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>