للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا الأمر فوجدت مبدأه من الله وتمامه على الله ووجدت ملاك ذلك الدعاء (١).

ومما يدل على هذا حديث ابن عمر مرفوعًا: "من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة" (٢).

وهذا الذي تقدم مستقيم على أصول أهل السنة المؤمنين بالقدر وأن الله خالق كل شيء وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.

ولكنه يناقض قول القدرية: "فإنهم إذا جعلوا العبد هو الذي يُحْدِث ويخلق أفعاله بدون مشيئة الله، وخلقه لزمهم أن يكون العبد قد جعل ربه فاعلًا لما لم يكن فاعلًا له فبدعائه جعله مجيبًا له وبتوبته جعله قابلًا للتوبة" (٣).

وهؤلاء القدرية فروا من القول بالقدر ظنًا منهم بأنه يستلزم الظلم للعبد، ولكنهم وقعوا في هذا اللازم الذي في غاية الشناعة وهكذا كل من يترك الكتاب والسنة لما يتخيله بعقله القاصر فإنه لا بد أن يقع في محذور شر من المحذور الذي فر منه أو مثله، فمن ذلك المعطلة الذين فروا من إثبات صفات الله تعالى فرارًا من التشبيه بالمخلوق فوقعوا في التشبيه بالمعدوم فوقعوا في شر مما فروا منه قال شيخ الإسلام : وهؤلاء جميعهم يفرون من شيء فيقعون في نظيره بل وفي شر منه مع ما يلزمهم من التحريف والتعطيل (٤).


(١) أخرجه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد رقم ١٢٥٧، وأبو نعيم في الحلية: ٢/ ٢٠٨.
(٢) أخرجه الترمذي: ٥/ ٥٥٢ رقم ٣٥٤٨، والحاكم: ١/ ١٤٩٠، وصححه وتعقبه الذهبي بقوله: قلت: المليكي ضعيف وقال الحافظ في إسناده لين، الفتح: ١١/ ١٤١.
(٣) الفتاوى: ١٤/ ٣٨٣.
(٤) التدمرية ص: ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>