للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مناقشة هذه الأقوال:

مناقشة أدلة الوجوب:

أ - يجاب عن استدلالهم بالآية الأولى: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ بأمور:

١ - المراد بالدعاء هنا العبادة كما يدل عليه آخر الآية ﴿عَنْ عِبَادَتِي﴾ وليس المراد بها دعاء المسألة ويدل على ذلك أيضًا أنه لو كانت الآية في دعاء المسألة لم تتخلف الإجابة كما يدل عليه صيغة الشرط والجزاء وهذا يخالف الواقع ويخالف قوله تعالى: ﴿فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ﴾ [الأنعام: ٤١].

ويمكن أن يجاب عن هذا بأن الآية تشمل النوعين: المسألة والعبادة، وأن الإجابة مشروطة بوجود شروط وفقدان موانع فلا يرد الاعتراض، وقد تقدم بحث ذلك (١).

وأجابوا عن آخر الآية بأن الوعيد خاص بمن ترك الدعاء للاستكبار وأما من تركه ولم يقصد الاستكبار فهذا لا تشمله الآية (٢).

وشذت طائفة فقالت: المراد بالدعاء في الآية: ترك الذنوب (٣).

والحاصل أن الآية ليست نصًا في الوجوب لاحتمال حملها على معنى العبادة كما يدل عليه آخر الآية.

ويمكن الإجابة عن الأمر في الآية الثانية والثالثة والرابعة بأن المقصود هو إخلاص الطلب لله تعالى وأن لا يصرف لغيره وأما أصل نفس الطلب فليس داخلًا فيها.


(١) تقدم ص: ٢٢٥.
(٢) الفتح: ١١/ ٩٥.
(٣) نقل ذلك الطبري عن سفيان قيل له: ادع الله، قال: إن ترك الذنوب هو الدعاء، الطبري: ٤/ ٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>