للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النوافل الرواتب وغيرها فأكثر من ذلك بكثير، وما شرع ذلك إلَّا لحكمة جليلة وسر عظيم، وقد علم أن الصلاة أفضل ما يتقرب به العبد في الجملة: "وهي مؤلفة من كلم طيب وعمل صالح، أفضل كلمها الطيب القرآن، وأفضل عملها الصالح وأوجبه السجود" (١).

والقرآن الذي تجب قراءته على المصلي هو الفاتحة، قال في حديث عبادة بن الصامت المتفق عليه: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" (٢).

وقال في حديث أبي هريرة : "قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: أثنى عليّ عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجدني عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل" (٣).

فقد أطلق في هذا الحديث لفظ الصلاة على القراءة، كما في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا﴾ [الإسراء: ١١٠] "أي بقراءتك كما جاء مصرحًا به في الصحيح عن ابن عباس (٤).

وهكذا قال في هذا الحديث: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل".


(١) الفتاوى: ١٤/ ٥، وكتاب التوحيد وإخلاص العمل ص: ١٦٢.
(٢) البخاري: ٢/ ٢٣٧ رقم ٧٥٦، ومسلم: ١/ ٢٩٥ رقم ٣٩٤.
(٣) رواه مسلم: الصلاة ١/ ٢٩٦ رقم ٣٩٥.
(٤) رواه البخاري في تفسير سورة الإسراء: ٨/ ٤٠٤ رقم ٤٧٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>