للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حكاه الله تعالى عن الرسول والمؤمنين أنهم يقولونه محرمًا ويكون الدعاء به لا فائدة فيه؟ ثم من الذي قال من السلف بهذه القاعدة التي تخالف الكتاب والسنة وعمل المسلمين؟ فإن المسلمين ما زالوا يدعون بهذا الدعاء في ابتهالاتهم إلى الله تعالى وهو من أفضل الدعوات" (١).

ثم إن القاعدة التي وضعها منقوضة بمثل قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ﴾ [آل عمران ١٩٤]، وقول الملائكة: ﴿رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ﴾ [غافر: ٨] وبمثل طلب الوسيلة للنبي الله والصلاة والسلام عليه وعلى الأنبياء (٢).

وورد في حديث أبي ذر مرفوعًا: "إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموهن وعلموهن نساءكم وأبناءكم فإنها صلاة وقرآن ودعاء" (٣).

وأما الدعاء المكروه:

فهو مثل الدعاء الذي يشتمل على السجع المتكلف، والتشدق، والتشهق.

وكالدعاء الذي فيه الاعتداء كقول الرجل: "اللهم إني أسألك القصر الأبيض في يمين الجنة".

وقد تقدم بيان أنواع الاعتداء في الدعاء فبعض أنواع الاعتداء محرم وبعضها مكروه (٤).


(١) مدارج السالكين: ٣/ ١١٩.
(٢) انظر حاشية ابن عابدين على الدر: ١/ ٥٢٢.
(٣) أخرجه الحاكم: ١/ ٥٦٢ وقال: صحيح على شرط الشيخين، وقال الذهبي: كذا قال ومعاوية - يعني ابن صالح - لم يحتج به البخاري قال: ورواه ابن وهب عن معاوية مرسلًا ويؤيده ما أخرجه الفريابي في الذكر وابن الضريس في فضائل القرآن، وأبو عبيد عن ابن المنكدر مرسلًا في فضائل القرآن - بلفظ: "إنهن قرآن وإنهن دعاء انظر الدر المنثور: ١/ ٣٧٨، والأزهية: ١٤٨.
(٤) وقد ذكر القرافي خمسة أسباب للدعاء المكروه:
١ - الأماكن كالحمامات، ٢ - =

<<  <  ج: ص:  >  >>