للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإلهية لغير الله تعالى فيكون قد شبه الغير بمن لا شبيه له" (١).

٦ - إن دعاء (٢) غير الله تعالى فيه تشبه بالنصارى الذين يدعون المسيح ومريم والحواريين والقديسين.

كما أن فيه تشبهًا بالمشركين الذين يدعون الصالحين الذين عبدوا الأصنام اعتقادًا بأنها على صورتهم فهم لم يعبدوها لكونها أحجارًا، وسيأتي (٣) بيان أن أصل وضع الأصنام كان من صور الصالحين.

فالداعي للصالحين مُضَاهٍ للمشركين، ولمن اتخذ المسيح وأمه إلهين من دون الله فلهذا قال النبي : "لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم فقولوا عبد الله ورسوله" (٤).

فيستفاد من هذا الحديث أن من أطرى الرسول فقد شابه النصارى في إطرائهم لعيسى فثبت بهذا أن من دعا رجلًا أو امرأة من دون الله فهو مضاه لمن اتخذ المسيح وأمه إلهين من دون الله" (٥).

٧ - إن دعاء (٦) غير الله تعالى ردة صريحة وكفر بواح وشرك قراح، فهو أشد كفرًا من اليهودية والنصرانية. وبهذا يعلم شدة خطره وأنه غاية في الشرك والكفر وانسلاخ عن ربقة الإسلام وخروج عن حظيرته.

فالداعي لغير الله تعالى لا تقبل منه الجزية كما تقبل من اليهود والنصارى ولا تحل ذبيحته ولا ينكح مسلمة ولا تنكح إن كانت امرأة بل يجب مفارقتها ولا يرث ولا يورث.

قال القرافي: "وهذا فساد كله يتحصل بدعاء واحد من هذه الأدعية


(١) تجريد التوحيد: ٢٧.
(٢) انظر الرد على البكري: ١٠٣ - ١٠٤، والفتاوى: ٣/ ٢٧٥.
(٣) يأتي ص: ٤٥٨ و ٨٩٣.
(٤) يأتي تخريجه ص: ٤٦٠.
(٥) الفتاوى: ٣/ ٢٧٥
(٦) انظر مؤلفات الشيخ: ١/ ٣٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>