للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يدعون بأعلى أصواتهم يا سيدي يا سيدي كذا وكذا ولا يجرؤ أحد أن يقول: يا إخواننا لا تدعوا السيد فإن الله تعالى يقول: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا … ﴾ (١).

وهؤلاء لم يكتفوا بأن امتنعوا بأنفسهم عن تفسير القرآن وتدبره بل راحوا يحذرون غيرهم إذ قالوا: إن الغضب ينزل على أهل البلد إذا حصل خطأ في التفسير، وهذا كلام باطل لا أصل له، وما ألقى هذا بين الناس إلا الشيطان ليصدهم به عن سبيل الله (٢).

وقد وصف الله كتابه بالبيان والوضوح قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ﴾ [البقرة: ٩٩].

والأنبياء لم يبعثوا إلا لهداية الضلال وتعليم الجهال، والقول بصعوبة القرآن يتنافى مع مقتضى البيان والوضوح وغرض الإرسال (٣).

وقد وصل الأمر في إهمال الاعتناء بالكتاب إلى ما ذكره أحد العلماء المعاصرين أنه وزملاءه تحصلوا على شهادة العالمية من إحدى المراكز الدينية الكبرى ولم يدرسوا آية واحدة من كتاب الله تعالى (٤).

وكذلك أصاب السنة (٥) مثل ما أصاب القرآن الكريم فقد تركوا الاعتناء بالسنة وتركت دراستها في أغلب المعاهد الإسلامية، وإنما كانوا يقرأونها للتبرك بها والصلاة على النبي عند ذكره، وكانوا يقرأون


(١) أيسر التفاسير: ١/ ٥ - ٦.
(٢) السنن والمبتدعات: ٢١٨.
(٣) رسالة التوحيد لمحمد إسماعيل الدهلوي ص: ٢١ - ٢٢.
(٤) انظر ما ذكره الشيخ عبد الحميد بن باديس من حصوله على الشهادة من جامع الزيتونة: في الاتجاه السلفي ص: ٢٤٣.
(٥) انظر في قلة الاعتناء بالسنة: تذكرة الحفاظ: ٢/ ٥٣٠، و ٤/ ١٤٨٥، والأمصار ذات الآثار ص: ١٦، ٢٠، ٢١، ٣٥، ٣٧، ١٢، ٥٩، ٧٧، ١١٣، ١١٧، وتوضيح الأفكار: ٢/ ٣٥١، ومقدمة مفتاح كنوز السنة لرشيد رضا ص: "ص".

<<  <  ج: ص:  >  >>