للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: ﴿قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (٦٣) قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ﴾ [الأنعام: ٦٣، ٦٤].

وقال: ﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ﴾ [يونس: ١٢].

وقال: ﴿وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ﴾ [فصلت: ٥١].

وفي آيات متعددة ذكر الله إخلاصهم الله تعالى الدعاء في حال الشدة ونزول الضر وإشراكَهُمُ بالله في الرخاء والسعة.

هذا عادة المشركين الأوائل يلتجئون إلى الله تعالى دعاء ورغبة ورهبة عند اشتداد الكرب وقرب الهلاك، فقد روى الحسن البصري عن عمران بن الحصين قال: قال النبي لأبي: يا حصين كم تعبد اليوم إلهًا؟ قال أبي: سبعة ستًا في الأرض وواحدًا في السماء، قال: فأيهم تعد لرغبتك ورهبتك؟ قال: "الذي في السماء. . ." (١).

وأما المتأخرون فحالتهم أدهى وأمر وأشد غلوًا وبعدًا عن إخلاص الدعاء الله تعالى فهم إذا وقعوا في شدة وأيقنوا بالهلاك وقرب الموت يستغيثون بالولي الفلاني.

فمثلًا عند التطام الأمواج ينسون دعاء الله تعالى ولا يخطر في بالهم


(١) أخرجه الترمذي: ٥/ ٥١٩ برقم ٣٤٨٣، والطبراني في الأوسط: ٣/ ٩ رقم ٣٠٠٦، وفي الدعاء: ٣/ ١٤٥٠ رقم ١٣٩٣، واللالكائي في السنة ص: ٦٥٢ رقم ١١٨٤ من طريق شبيب بن شيبة عن الحسن عن عمران به، وشبيب متكلم فيه كما في الميزان: ٢/ ٢٦٢، وفي سماع الحسن البصري عن عمران خلاف كما في جامع التحصيل: ١٩٥، ١٩٧، وقد أخرجه ابن خزيمة من طريق آخر في كتاب التوحيد: ١/ ٢٧٧ رقم ١٧٧ لكن فيه ضعف أيضًا وانظر الأربعين في صفات رب العالمين للذهبي ص: ٩٠ رقم ٣٠ وضمن ست رسائل للذهبي ص: ٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>