للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٦ - ومن علماء الحنفية الذين صرحوا بكفر من دعا غير الله تعالى الشيخ رشيد أحمد الجنجوهي (١).

فقد قال: "من قال للعوام: إن الفيض يحصل من قبور الأولياء فقد فتح باب الشرك" (٢).

وقال أيضًا: "الاستمداد من القبور حرام" (٣).

ولما ذكر الحكاية التي تنسب إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني: أنه أخرج فلكًا مشحونًا بعد اثني عشر سنة قال: "إنما هي من أكاذيب الجهلاء لا أصل لها وهذه العقيدة شرك ينبغي التوبة منها" (٤).

١٧ - ومن علماء الحنفية الذين صرحوا بذلك الشيخ محمود الألوسي (٥) المفسر حيث قال: "إن الناس قد أكثروا من دعاء غير الله تعالى من الأولياء الأحياء منهم والأموات وغيرهم، مثل يا سيدي فلان أغثني، وليس ذلك من التوسل المباح في شيء، واللائق بحال المؤمن عدم التفوه بذلك وأن لا يحوم حول حماه، وقد عده أناس من العلماء شركًا، وإن لا يكنه فهو قريب منه، ولا أرى أحدًا ممن يقول ذلك إلا وهو يعتقد أن المدعو الحي الغائب أو الميت المغيب يعلم الغيب أو يسمع النداء،


(١) هو العلامة رشيد أحمد بن هداية أحمد بن بير بخش الحنفي الرامبوري ثم الجنجوهي أثنى عليه الحسني بالصدق والعفاف والتوكل والتفقه (ت ١٣٢٣ هـ)، نزهة الخواطر: ٨/ ١٤٨.
(٢) فتاوى رشيدية: ٢/ ١٢١ بواسطة البصائر: ٤٤٦.
(٣) فتاوى رشيدية: ٢/ ٨٩ بواسطة البصائر: ٤٤٥.
(٤) فتاوى رشيدية: ٢/ ٤ بواسطة البصائر: ٤٤٥.
(٥) هو الشيخ محمود بن عبد الله الحسيني شهاب الدين أبو الثناء، مفسر نحوي وقد تولى ولاية الإفتاء ببغداد ثم عزل من الدولة العثمانية وارتحل إلى القسطنطينية وهو مع محاربته لعقيدة الشرك والبدع إلا أن له بعض الميل إلى المتصوفة وإشاراتهم كما هو حال أغلب علماء وقته (ت ١٢٧٠ هـ) انظر ترجمته في المسك الأذفر: ٦٤ - ٨٥، وفهرس الفهارس: ١/ ١٣٩، ومعجم المؤلفين: ١٢/ ١٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>