للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقدر بالذات أو بالغير على جلب الخير ودفع الأذى وإلا لما دعاه ولا فتح فاه وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم" (١).

وللألوسي نحو هذا الكلام في عدة مواضع من تفسيره روح المعاني (٢).

١٨ - ومن علماء الحنفية المتأخرين الذين نددوا بدعاء غير الله تعالى وصرحوا بكفر فاعله - العلامة محمد سلطان المعصومي (٣)، فقد ألف رسالة مهمة جامعة لأقوال علماء الحنفية السابقين الذين حكموا بالكفر على من طلب المدد من غير الله واستغاث به وناداه من دون الله، وسمى رسالته بـ "حكم الله الواحد الصمد في حكم الطالب من الميت المدد".

ومما ذكره في هذه الرسالة رسالة مؤلفة في الاستمداد بالشيخ عبد القادر وفيها ما معناه: "أطلب منك الإمداد يا سلطان السلاطين ويا ملك الملوك أمددنا وأعنا".

وفيها أيضًا: "المدد يا غوث غوثان المدد وضرب عدة أمثلة من هذا القبيل ثم قال: "اعلموا يا أيها المسلمون - وفقني الله وإياكم لما فيه رضاه ويا أيها الحنفيون هداني الله تعالى وإياكم إلى الصراط المستقيم أن هذه الكلمات كلها شرك وكفر وضلال في الدين الإسلامي والشرع المحمَّدي، والمذهب الحنفي، بل المذاهب الأربعة إجماعًا وقائلها مشرك لا تصح صلاته ولا صيامه ولا حجه ولا إمامته إلا إذا تاب وآمن


(١) روح المعاني: ٦/ ١٢٨.
(٢) انظر: ٢٤/ ١١ و ١٣/ ١٧ و ١٧/ ٢١٢ و ١١/ ٩٨.
(٣) هو أبو عبد الكريم محمد سلطان بن أبي عبد الله محمد أورون بن محمد المعصومي الخجندي ولد في بلدة خجندة من بلاد ما وراء النهر ثم هاجر إلى مكة بعد استيلاء الروس على التركستان وله جهود مشكورة في نشر السنة ومحاربة البدعة وكان مدرسًا في دار الحديث بمكة، ترجم لنفسه ووصف هجرته وما وقع له، طبعت تلك الترجمة مع كتابه حكم الله الواحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>