للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقوال علماء الحنابلة:

قد تقدم (١) نقل كلام الخلال وارث علم أحمد أنه لا يجوز أن يقال أعيذك بالسماء أو بالأنبياء والملائكة الخ. كما تقدم (٢) نقل كلام ابن بطة الحنبلي في ذلك.

وممن صرح بكفر من دعا غير الله تعالى من علماء الحنابلة الشيخ أبو الوفا بن عقيل (٣) الحنبلي فقد قال: "لما صعبت التكاليف على الجهال والطغام عدلوا عن أوضاع الشرع إلى تعظيم أوضاع وضعوها لأنفسهم فسهلت عليهم إذ لم يدخلوا بها تحت أمر غيرهم قال: وهم عندي كفار لهذه الأوضاع، مثل تعظيم القبور وإكرامها بما نهى عنه الشرع من إيقاد النيران وتقبيلها وتخليقها، وخطاب الموتى بالحوائج، وكتب الرقاع فيها يا مولاي افعل بي كذا وكذا، وأخذ تربتها تبركًا، وإفاضة الطيب على القبور، وشد الرحال إليها، وإلقاء الخرق على الشجر اقتداء بمن عبد اللات والعزى … " (٤).

فقد صرح في هذا الكلام السابق بأن خطاب الموتى بالحوائج كفر.

وقد نقل هذا الكلام كثير من علماء الحنابلة وغيرهم (٥) فأقروه، فهم قائلون بما قاله ابن عقيل من كفر من خاطب الموتى بالحوائج.

وقال ابن عقيل أيضًا في الكلام على الصوفية: "وقد سمعنا عنهم أن الدعاء عند حدو الحادي … مجاب، اعتقادًا أنه قربة، وهذا كفر


(١) و (٢) تقدم ص: ٤٢٧.
(٣) تقدمت ترجمته: ٤٧٧.
(٤) تلبيس إبليس ص: ٤٠٢، وإغاثة اللهفان: ١/ ١٥٢، ومفيد المستفيد: ٣٠١، والدر النضيد: ٤٠، وتيسير العزيز: ٢٢٨.
(٥) فقد نقله ابن الجوزي في تلبيس إبليس ص: ٤٠٢، وابن القيم في الإغاثة: ١/ ١٥٢، وابن مفلح في الفروع:، وابن عبد الوهاب في مفيد المستفيد ص: ٣٠١، والشوكاني في الدر: ٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>