للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيضًا لأن من اعتقد المكروه والحرام قربة كان بهذا الاعتقاد كافرًا والناس بين تحريمه وكراهيته" (١).

فإذا كان ابن عقيل يكفر من اعتقد ذلك فكيف بمن اعتقد استجابة الدعاء بواسطة الأولياء؟ فضلًا عمن دعاهم واستغاث بهم وناداهم سرًا وجهارًا واعتقد سماعهم وعلمهم به وبما هو فيه، فهذا بلا شك أشد كفرًا ممن ذكره ابن عقيل ، فمقتضى قوله أنه يكفر هؤلاء من باب أولى وأحرى.

ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية فقد تقدم قوله في حكاية الإجماع على كفر من جعل الواسطة بينه وبين الله يدعوهم ويتوكل عليهم وأنه نقله كثير من علماء الحنابلة وغيرهم فأقروه (٢).

وقال شيخ الإسلام أيضًا فكل من غلا في نبي أو رجل صالح، وجعل فيه نوعًا من الإلهية مثل أن يدعوه من دون الله مثل أن يقول: يا سيدي فلان أغثني، أو أجرني، أو أنت حسبي، أو أنا في حسبك، فكل هذا شرك وضلال يستتاب صاحبه فإن تاب وإلا قتل (٣).

ومنهم ابن القيم فمن أقواله ما ذكره في مدارج السالكين في باب التوبة بقوله: "ومن أنواعه - أي الشرك - طلب الحوائج من الموتى والاستغاثة بهم، والتوجه إليهم وهذا أصل شرك العالم، فإن الميت قد انقطع عمله وهو لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا فضلًا عمن استغاث به وسأله قضاء حاجته أو سأله أن يشفع له إلى الله فيها … " (٤).

وذكر رحمه الله تعالى زيارة القبور الزيارة الشرعية للدعاء لهم


(١) تلبيس إبليس: ٣٧٣.
(٢) تقدم ص: ٥٣٤.
(٣) الوصية الكبرى إلى الشيخ عدي ضمن الفتاوى: ٣/ ٣٩٥، وعنه الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الرسائل الشخصية ص: ١٧٧، ومفيد المستفيد ص: ٢٩١.
(٤) مدارج السالكين: ١/ ٣٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>