للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من ذلك لغير الله فقد ساوى بينه وبين الله وذلك هو الشرك" (١).

وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن (ت ١٢٨٥ هـ):

"فإذا عرفت بصحيح المنقول وصريح المعقول أن الدعاء عبادة وأن

مدلوله السؤال والطلب، فمن صرف من هذه العبادات شيئًا لغير الله فقد

أشرك مع الله غيره في عبادته كائنًا ما كان لعموم النهي عن دعوة غير الله

في القرآن كله من أوله إلى آخره فمن ادعى أنه يصرف منه شيء لأحد

سوى الله فقد صادم الكتاب والسنة وخالف ما اجتمعت عليه دعوة الرسل

من أولهم إلى آخرهم فيما دعوا إليه أممهم بقولهم: ﴿أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ (٢) [الأعراف: ٥٦، ٦٤، ٧٢، ٨٤].

آراء علماء مكة في عام ١٢١٨ هـ:

وقد اجتمع علماء مكة ونجد في عام ١٢١٨ هـ فتناقشوا في مسألة دعاء غير الله تعالى فقرروا أن من دعا غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله أشرك الشرك الأكبر، وهذا نص بيانهم:

"إن من قال: يا رسول الله، وقال: يا ابن عباس، أو يا عبد القادر أو غيرهم من المخلوقين طالبًا بذلك دفع شر أو جلب خير من كل ما لا يقدر عليه إلا الله من شفاء المريض والنصر على العدو والحفظ من المكروه ونحو ذلك - أنه مشرك الشرك الأكبر الذي يهدر دمه ويبيح ماله، وإن كان يعتقد أن الفاعل المؤثر في تصريف الكون هو الله وحده، لكنه قصد المخلوقين بالدعاء متشفعًا بهم ومتقربًا لهم لقضاء حاجته من الله بسرهم وشفاعتهم له فيها أيام البرزخ" (٣).


(١) تيسير العزيز الحميد: ٢٤٣.
(٢) القول الفصل: ٣٤.
(٣) الهداية السنية: ٢٧ - ٢٨، والدرر السنية في الأجوبة النجدية: ١/ ١١٠ - ١١١، ونحوه في: ١/ ٣٠٤ - ٣٠٥، وهذا أصله بيان مُوَقَّعٌ من علماء الحرم المكي عند دخول الموحدين مكة، وكان من جملة العلماء الموقعين على البيان عبد الملك =

<<  <  ج: ص:  >  >>