للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنهم أيضًا شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب فقد بيّن أن الجاهل الذي لم تبلغه الحجة لا يكفر لا سيما الذي لم يقصر ولم يكن يعيش في بيئة انتشر التوحيد وعلماؤه فيها (١).

هذا ومع تصريح شيخي الإسلام المتقدم بأن الحكم بالكفر متوقف على بلوغ الحجة نجد بعض الناس يتهمهما وكذلك يتهم من يعتني بالعقيدة الصحيحة ويحذر من الشرك ودعاء غير الله تعالى - بتكفير المسلمين وأن هذا فعل الخوارج.

وهذه تهمة باطلة لا أساس لها من الصحة فقد علمنا أن التكفير إنما يكون لمن بلغته الحجة الرسالية.

ثم إن بعض الناس اعتمد على ما ينقل من عدم تكفير أهل القبلة فتوسع في ذلك توسعًا غير مرضي، فصار يؤول كل ما يقع من الشركيات


= وانظر ما نقله صاحب مصباح الظلام عن شيخ الإسلام ص: ١٩٧.
(١) انظر مؤلفات الشيخ القسم الثالث المشتمل على السيرة والفتاوى القسم الخاص بالفتاوى ص: ٣٧، قال في رسالته إلى الشريف من الفتاوى ص: ١١: "وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على قبر عبد القادر والصنم الذي على قبر أحمد البدوي وأمثالهما لأجل جهلهم وعدم من ينبههم .... ".
ونقله في روضة الأفكار لابن غنام: "المختصر: ٢/ ٢٧٣" والدرر السنية: ١/ ٥٢، وصيانة الإنسان: ٤١٦، والهدية السنية: ٣٤ - ٣٥، وكشف الشبهتين: ٧٦، ومصباح الظلام: ٤٣، ٣٢٥.
وقد بقي مما يتعلق بهذه المسألة هل الشرط في قيام الحجة مجرد بلوغها أو فهمها ثم العناد بعد الفهم .. يراجع في هذا رسالة أبا بطين في هذا الموضوع المطبوعة ضمن مجموعة الرسائل والمسائل النجدية: ٤/ ٥١٠ - ٥٢٣، والرسائل الشخصية: ٢٢٠، وقسم الفتاوى: ١٢ - ١٣، وروضة الأفكار لابن غنام: "المختصر: ٢/ ٢٧٦" ورسالة الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن آل الشيخ المطبوعة تحت عنوان حكم تكفير المعين والفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة وكشف الشبهتين للشيخ سليمان بن سحمان: ٩١ - ٩٦.
وانظر في هذا المصدر الأخير حكم المعرض عن الحق: ٨٧، وطبقات المكلفين لابن القيم ص: ٩٨ - ١٠٣، ومفتاح دار السعادة: ١/ ٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>