للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد وقع هذا الذي أخبر به المصطفى صلوات الله وسلامه عليه فقد كان بعض الناس يغضب إذا أعرض من يحاول التمسك بالسنة - عن نحو التوسل المبتدع أو ترك الدعاء عقب الصلوات بالصورة الجماعية - ويتهمه بالخروج عن أهل السنة والجماعة وإنشاء مذهب خامس.

وقال ابن مسعود : "اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم وكل بدعة ضلالة" (١).

وقال حسان بن عطية أحد التابعين:

ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها، ثم لا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة" (٢).

وقد ورد ما يؤيد هذا الأثر مرفوعًا من حديث غضيف بن الحارث في قصة رفع الأبدي على المنبر يوم الجمعة: "ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة، فتمسكٌ بسنة، خيرٌ من إحداث بدعة" (٣).


(١) أخرجه الدارمي: ١/ ٦١، والمروزي: ٢٣، وابن وضاح ص: ١٠، واللالكائي: ١/ ٨٦، وأحمد في الزهد ص: ١٦٢، ووكيع في الزهد: ٢/ ٥٩٠ رقم ٣١٥، وأبو خيثمة في العلم ص: ١٢٢ رقم ٥٤. وقال الهيثمي في المجمع: ١/ ١٨١ بعد أن عزاه إلى الطبراني في الكبير: رجاله رجال الصحيح وقال الألباني: هذا إسناده صحيح ثم بين رواية إبراهيم النخعي عن ابن مسعود تحمل على السماع لقوله: "إذا حدثتكم عن رجل عن عبد الله فهو الذي سمعت وإذا قلت: قال عبد الله فهو عن غير واحد". انظر تعليق الألباني على كتاب العلم لأبي خيثمة ص: ١٢٢.
(٢) الدارمي: ١/ ٤٤، وابن وضاح: ٣٧، واللالكائي: ١/ ٩٣.
(٣) رواه أحمد: ٤/ ١٠٥، والمروزي في السنة: ص ٢٧، والبزار كما في كشف الأستار: ١/ ٨٢، واللالكائي: ١/ ٩١. وقد جود الحافظ سنده في الفتح: ١٣/ ٢٥٣ مع أن فيه أبا بكر بن أبي مريم وقد قال فيه الحافظ نفسه ضعيف وكان قد سرق بيته فاختلط (التقريب رقم ٧٩٧٤) وقال الهيثمي في الأثر وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو منكر الحديث (المجمع: ١/ ١٨٨) ولكن له شواهد تقويه منها ما رواه ابن وضاح مرفوعًا لا يحدث رجل في الإسلام بدعة إلا ترك من السنة ما هو خير منها. انظر البدع والحوادث ص: ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>