للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنهم الإمام أبو القاسم الطبراني (ت ٣٦٠ هـ):

فإنه عندما بدأ ظهور الأدعية المبتدعة في شكل مؤلفات قام إلى جمع الأدعية المأثورة الصحيحة فكان ذلك سببًا لتأليف كتاب مستقل نافع في الأدعية المأثورة وآدابها وقد بيّن في خطبة كتابه أن هذا هو الباعث له على التأليف فقال: "هذا كتاب ألفته جامعًا لأدعية رسول الله ، حداني على ذلك أني رأيت كثيرًا من الناس قد تمسكوا بأدعية سجع، وأدعية وضعت على عدد الأيام، مما ألفها الوراقون لا تروى عن رسول الله ولا عن أحد من أصحابه، ولا عن أحد من التابعين بإحسان مع ما روي عن رسول الله من الكراهية للسجع في الدعاء والتعدي فيه" (١).

ومنهم أبو سليمان الخطابي (ت ٣٨٨ هـ):

فإنه جاء بعد الطبراني فاشتكى أيضًا من انتشار الأدعية المبتدعة بين العوام فقال: "وقد أولع كثير من العامة بأدعية منكرة اخترعوها، وأسماء سموها، ما أنزل الله بها من سلطان.

وقد يوجد في أيديهم دستور من الأسماء والأدعية يسمونه (ألف اسم) صنعها لهم بعض المتكلفين من أهل الجهل، والجرأة على الله ﷿ أكثرها زور وافتراء على الله ﷿ فليتجنبها الداعي إلا ما وافق منها الصواب … " (٢).

ثم ضرب الخطابي بعض الأمثلة لما وقع على ألسنة العامة وكثير من


(١) الدعاء للطبراني: ٢/ ٧٨٥، وقد حصل لعالم آخر مثل الذي ذكره الطبراني عن نفسه في سبب تأليفه وذلك العالم هو الشيخ محمد بن محمد الصالحي المنيحي (ت ٧٨٥ هـ) فقد ألف كتابًا في الطاعون وما ينبغي العمل عند وقوعه وذكر أن سبب تأليفه ما رآه من الأدعية المبتدعة التي يدعو بها الناس عندما وقع الطاعون سنة (٧٦٤ هـ). انظر مخطوطة كتابه في مكتبة المخطوطات بالجامعة الإسلامية رقم ٤٤٧٢ أفلام.
(٢) شأن الدعاء ص: ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>