للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حب لا يكون عبادة وإنما العبادة ما يجمع كمال الأمرين" (١).

ونحوه قوله الآخر: "وعبادة الله وحده يدخل فيها كمال المحبة لله وحده، وكمال الخوف منه وحده، والرجاء له والتوكل عليه" (٢).

ودلالة العبادة على المحبة ناتجة من أن آخر مراتب الحب هو التتيم، يقال: تَيم الله أي عبد الله فالمتيم المعبد لمحبوبه، ومن خضع لإنسان مع بغضه له لا يكون عابدًا له، ولو أحب شيئًا ولم يخضع له لم يكن عابدًا له كما قد يحب ولده وصديقه (٣).

وعرفها أيضًا بقوله: "اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة" (٤).

٣ - وعرفها الرازي بقوله: "فهي فعل أو قول أو ترك فعل أو ترك قول، ويؤتى به لمجرد اعتقاد أن الآمر به عظيم يجب قبوله" (٥)، وقال أيضًا: "عبارة عن الفعل الذي يؤتى به لغرض تعظيم الغير" (٦).

٤ - وعرفها صالح بن مهدي المقبلي اليمني (ت ١١٠٨ هـ) بقوله: "الاعتراف بما ينبغي بالقول والفعل" ومن لازم الاعتراف الضراع (٧).

٥ - وقال النعمي: "هي وقفك النفس على مطلوب حكم الله تركًا وعملًا واعتقادًا أو استعمال نفسك له وحده تركًا وعملًا واعتقادًا على مقتضى حكمه الطلبي" (٨).


(١) الفتاوى: ١٠/ ١٩، ومنهاج السنة: ٣/ ٢٩٠.
(٢) التسعينية ضمن الفتاوى الكبرى: ٥/ ٢٥١.
(٣) العبودية: ٤٤، وانظر مدارج السالكين: ١/ ٧٤.
(٤) العبودية: ٣٨.
(٥) تفسير الرازي: ٢٦/ ٢٣٩.
(٦) المرجع نفسه: ١/ ٢٤٦.
(٧) العلم الشامخ ص: ٤٨.
(٨) معارج الألباب ص: ١٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>